.comment-link {margin-left:.6em;}

Q8Links

Hamad Al-Sharhan

Name:
Location: Kuwait

Saturday, October 21, 2006

أنفع من المقاطعة

عادت الدنمارك للعب نفس الدور الذي لعبته سابقا، وهو التلاعب بمشاعر المسلمين والإساءة إلى نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام، وعادت أيضا الأصوات المخلصة – فيما نحسب – تنادي بضرورة استمرار المقاطعة وإعادة وتيرتها إلى ما كانت عليه قبل أشهر، فقد بدأ الناس يكسلون عن مقاطعة أجبان الدنمارك وزبدتهم وحليبهم، وبدأت الإعلانات تظهر مجددا في وسائلنا الإعلامية عن تلك المنتجات.

الجيد في هذه الحملة الثانية لمقاطعة منتجاتهم هو الاستمرار في إظهار مدى محبة المسلمين لنبيهم محمد – بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم – وإيقاظ المشاعر الإسلامية فيمن كانت قد خفتت فيهم حيناً من الدهر. لكن يجب علينا أن نتفكر في ما قد ينفع الأمة أكثر من أسلوب المقاطعة.

دعوني في البداية أقول أنه ”يجب أن تستمر المقاطعة“ ، وأقولها بصوت عال ليس فيه لبس ولا غموض، لكن ما أخشاه هم أن تستمر حركتنا في الاتجاه السلبي دائما – والمقاطعة مظهر سلبي – ولا نعمل في الاتجاه الإيجابي. السلبي لا يعني السيئ، فبينهما فرق كبير، لكن في أغلب الأحوال يكون الفعل الإيجابي أنفع من الفعل السلبي.

المقاطعة هي امتناع عن شراء بضائع أولئك القوم الذين يؤذون الله ورسوله، والامتناع هو فعل سلبي، لكن ماذا لو حرصت مصانع المسلمين – في فعل إيجابي – على إنتاج سلع هي أجود من تلك الدنماركية أو غيرها؟ ألن يكون من الجميل أن نرى زبدة وجبنا وحليبا أنتجه المسلمون يصدّر إلى الدول الأوروبية بسبب جودته الفائقة، بل يصل إلى الدنمارك نفسها؟ ألن يكون من الرائع أن يصنع المسلمون – بقوة وحدتهم – الآلات والمكائن والأجهزة الدقيقة والالكترونيات والكمبيوترات والأسلحة وغيرها من السلع التي أدمن المسلمون على استيرادها من الدول التي ندعو بين حين وآخر إلى مقاطعتها؟ ألن تكون إعادة التوجيه الإيجابية لمجهود المقاطعة السلبي إلى اتجاه التصنيع والإنتاج أنفع وأوقع من المقاطعة، التي يراد أن نظل في أغلالها حقبا وأجيالا؟

الدعوة إلى المقاطعة – رغم نبل مقصدها – هي من أسهل الأمور، أما ذوو الهمم العالية فيجب أن يسعوا إلى الجد والاجتهاد في رفع اسم المسلمين عاليا، وذلك بالإنتاج والتصنيع المجوّد، وزيادة التبادل التجاري بين أطراف العالم الإسلامي عن تبادلهم مع أعدائهم!

فليتوحد الخليج في دولة واحدة قوية صناعية، ولنُرٍ العالم أجمع ما نستطيع عمله بوحدتنا وقوتنا، ولنكن نواة وحدة عربية إسلامية جبارة يخشاها كل من عداها.

ويقولون متى هو؟ قل عسى أن يكون قريبا.

ثبتت الرؤية

يأنس المرء في بيوت الله في العشر الأواخر من رمضان إذ يرى العابدين والعاكفين والركع السجود، يغتنمون الساعات التي انتظروا حلولها زمنا طويلا، ويملئون أوقاتهم بالتضرع لله عز وجل والذكر وقراءة القرآن والصلاة، في ليالي معدودة هي أكثر نورا من النهار، وساعات قليلة ضوعف أجرها عن غيرها من الأيام أضعافا كثيرة.

وفي ليلة السابع والعشرين من رمضان، حين اجتمع مئة وسبعون ألفا من المصلين في مسجد الدولة فقط، عاد كثير من الناس لله عز وجل، وتابوا توبة نصوحا إذ ذرفت منهم الدموع وخشعت منهم القلوب، وأخذهم الخوف من عقاب الله والرجاء في رحمته مأخذاً جعلهم لا يفرطون في دقيقة من تلك الليلة.

هذا مما يفرح القلب ويسعده، كون أغلبنا عرفوا طريق الله وسلكوا ذاك الطريق حتى وإن كان بعضنا في غفلة طوال السنة، لكن مد الله في عمرنا جميعا حتى نشهد بفضله لياليه المشهودة.

يفرح القلب لثبوت رؤية قمر الالتزام والعاطفة الدينية لدى الغالبية العظمى من شعبنا الكويتي الجميل كجمال القمر، واتضاح عمق هذا الالتزام الديني الفطري في وقت ينفي فيه إخواننا الليبراليون أن يكون المجتمع الكويتي متدينا محافظا ملتزما!

نقول لإخواننا أولئك، رفقا بأنفسكم ورفقا بمجتمعنا المسلم الذي يرفض مظاهر عدم احترام الشريعة الإسلامية والقيم المحافظة مما يراه على شاشات التلفاز وغيره، واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه، فبابه مفتوح لا يغلق حتى بعد انقضاء الشهر الكريم.