.comment-link {margin-left:.6em;}

Q8Links

Hamad Al-Sharhan

Name:
Location: Kuwait

Wednesday, January 03, 2007

لماذا يا شيعة العراق

من يطلع على لقطة الفيديو – غير الرسمية – التي التـُقطت بواسطة كاميرا جهاز هاتف نقال لإعدام صدام حسين يوم عيد الأضحى المبارك، لا بد أن يشعر بالامتعاض لطريقة تنفيذ الحكم.

ليس عندي ذرة تعاطف مع صدام حسين، وأعتقد أن إعدامه كان جزاءً حقا لما اقترفه من جرائم شتى بحق العراق وسكانه وجيرانه والأمة ككل. لكن طريقة التنفيذ بدت غير موحِّدة لعموم العراقيين.

فحين يُنقل صدام حسين على عجل لغرفة إعدامه في ساعات الصباح الأولى، ويحضر عمليةَ الإعدام أناس طائفيون يهتفون بشعارات طائفية أثناء التنفيذ، يكون واضحا أن قتل صدام يأتي انتقاما لما يُعرف بمظلومية الشيعة!

لكن هل ظَلَم صدام حسين الشيعة فقط وغدا الآخرون في مأمن من جرائمه وعافية من أذاه؟ وهل جرائم صدام في حق الشيعة – على فداحة تلك الجرائم – تقزّم ما اقترفه في حق المجموعات الأخرى داخل العراق وخارجه؟ فقد اكتفت الحكومة العراقية بحكم الإعدام الصادر على صدام حسين في قضية الدجيل التي قتل فيها 148 من شيعة العراق، ثم نفذت ذلك الحكم بحضور الشيعة فقط، والطائفيين منهم تحديدا، وبذلك حرمت المجموعات العراقية الأخرى من العدالة التي كانوا يستحقونها. ولو هتف القائمون على إعدام صدام بحياة العراق والأمة العربية مثلا بدلا من أسماء الأشخاص لكان ذلك أشفى لصدور قوم ذاقوا من أفعاله الأمرين.

إن المشكلة تكمن في اعتقاد أن ”المظلومية“ محصورة في الشيعة، وفقط هم يحق لهم الانتقام ممن ظلمهم، وفي هذا تحقير للمكونات الأخرى التي يتكون منها الشعب العراقي، وإيحاءٌ بأن السنة – المقابلين للشيعة في المشهد العراقي – هم في صف صدام!

لا أقصد التشبيه بالمقارنة لكن اليهود حين يستصرخون العالم باسم المحرقة ”الهولوكوست“ التي هي جريمة حقيقية لا ننكرها، إنما هم يبتزون جميع الأمم، وفي أجواء الصراخ المستمر بمظلومية اليهود ينسى المستمعون المآسيَ التي تعرض لها الملايينُ الآخرون من حكم هتلر. وأنا واثق أن إخواننا الشيعة ليسوا كاليهود وأعيذهم أن يكونوا قدوة لهم.