قــيــاس
تدخل المسجد لتصلي الجماعة ، فتجدها انتهت والكل بعدها في دعاء وضراعة ، ويدخل معك شخص ذو لحية إلى القاعة ، فتتفقان على أن تصليا جماعة ، وإذا بك تقدم ذا اللحية ليؤم الصلاة ، ويقود الاتجاه
صحيح أن اللحية من شعائر الإسلام ، وقد أمر بها نبينا محمد عليه الصلاة والسلام ، وأنا شخصيا بفضل الله ملتحِ اتباعا لهدي رسول الإسلام ، لكن من أدخل اللحية في إمامة الصلوات ، وتزعم الجماعات ؟
قصدي من هذا المثال أن كثيرا من النساء والرجال يخلطون بين التدين وبين مظاهر التدين ، وهذا يسبب إشكالية كبيرة عندما تفترض أن جميع الملتحين هم من ذوي الدين ، فينتهي بك الأمر إلى اتهام الكل مع براءة الجل ، بسبب جريرة البعض ، بفعل الجُرم أو ترك الفرض
فهل يصح اتهام جميع المتدينين بعشق اللحم وكثرة الشحم ، أو حب الحلويات والإسراع بالسيارات ، أو شعث المظهر أو خبث المخبر ، لا شك أن قلة من المتدينين يتصفون بهذه الصفات السقيمة وتلك الطباع الوخيمة ، لكننا نرى من يذمم ويعمم ، وكأنه يسعى لهدف يخفى على من غفل ، فتراه يخلط السم بالعسل ، ويتقول على البريء بجناية المسيء
لكن القراء والمستمعين ، للمقالات وأحاديث الدواوين ، لا تمر عليهم هذه الأباطيل ، ولا يلتفتون للقال والقيل ، فأهل الدين هم من الأمة فؤادُها ، ومن صحائف المجد مدادُها ، منهم رقيها وفيهم إسعادُها ، وإن حصل - وهو حاصل - أن كان فيهم من قصُر عن إدراك الأمل وإحسان العمل ، فالسمة العامة لأصحاب التوجه الإسلامي مخبرة عن نبل معدنهم ، وطيب مظهرهم ومكمنهم ، والله حسيبهم ولا نزكي أحدا على الله
فمن شاء الإنصاف والعدالة ، فليكف لسانه عن سوء المقالة ، وليعتبر أنه لم يسلم من العيوب أحد ، إلا الرب الأحد الصمد ، الذي يجزي كل الأناسي على فعالهم ، وعنده كل سجلات أعمالهم
0 Comments:
Post a Comment
<< Home