.comment-link {margin-left:.6em;}

Q8Links

Hamad Al-Sharhan

Name:
Location: Kuwait

Monday, February 06, 2006

بين الطرفين وسط

قال الله تعالى: (ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا)
مفهوم التوسط بين الطرفين أو النقيضين في الإسلام أصيل جدا وعميق، بل إن هذا المفهوم تكرر كثيرا في القرآن والسنة النبوية إلى درجة جعلته من أساسيات الدين. وفي ما يخص المقاطعة التي هي من مواضيع الساعة الآن، نقع بين طرفين اثنين كلاهما أخطأ الطريق وتنكب سبيل القصد.


وإنني أعجب من هذين الفريقين. فأحدهما يعتقد أن مجرد مقاطعة البضائع الدنماركية أو الغربية كافية للتعبير عن الغضب تجاه انتهاك حرمة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلا يلتفت بعد قيامه بالمقاطعة - وهي عمل سلبي - إلى ما هو إيجابي من الدعوة إلى سبيل الرب بالحكمة والموعظة الحسنة، أو إلى تقوية الاقتصاد الإسلامي والصناعة الإسلامية حتى نستغني فعلا عن أعدائنا في الأمور الأساسية.


أما الفريق الآخر فهو الذي ينتقد المقاطعة ويسفّه الداعين لها ويدّعي أن ليس لها من أثر حقيقي على اقتصاد الدول المقاطَعة (بفتح الطاء) برغم ما هو ثابت فعلا من خسائر، ويتوقع التخلف للأمة إن لم تأكل الزبدة الدنماركية!! وهكذا يسترسل في أفكاره الهدامة دون عرض بديل يكون أجدى من المقاطعة ويدافع هذا البديل في نفس الوقت عن كرامة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. المشكلة في هؤلاء أن حرية الرأي والتعبير أغلى عندهم من بعض المقدسات.


البعض يتحدى أن يتخلى الكويتيون عن شراء المرسيدس الألمانية. ونسي السيد المحترم أنه بقدر حرص البعض على اقتناء المرسيدسات فإن شركة مرسيدس أيضا حريصة على بيع سياراتها لهذا الجمهور العريض من المسلمين. فهذا أمر متبادل وليس من طرف واحد. هل سنتخلى عن طائرات ايرباص الفرنسية؟ السؤال ينبغي أن يكون: هل ستتخلى ايرباص عن زبون يريد شراء عشرات الطائرات؟ هل سنتخلى عن الأنسولين الدنماركي؟ وهل لا يوجد أنسولين إلا في بلاد الواق واق هذه المسماة بالدنمارك؟ الأنسولين الأمريكي جيد وهناك دول كثيرة أخرى تنتجه.


لا شك أن شركة أرلا للأغذية أو غيرها من الشركات الدنماركية لم يقوموا بأي إساءة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، ولا شك أن خسائرهم المتواترة مؤسفة لشركة محترمة تنتج أغذية لذيذة، لكن يجب أن يعلموا أن الإنسان المجروح يتخذ خطوات غير متوقعة، ويفعل ما بوسعه ليثأر لكرامة دينه التي أهينت بوقاحة. وعلى الشركات الدنماركية أن تضغط سياسيا على البرلمان (مساعدةً للمسلمين هناك) لإصدار تشريعات تحظر التعرض للمقدسات عامة في كل الأديان بالإهانة.


وفعل المقاطعة امتناعي ويتجه إلى الشراء من منتجين آخرين فقط لا غير. فلم نحرق سفارة الدنمارك في الكويت (ليس بعد) ولم نقتل أحدا ولم نطلق صواريخ أرض أرض على كوبنهاجن ولن نفعل ذلك، فنحن أكثر تعقلا من الغوغاء في دول أخرى الذين أساؤوا لأنفسهم ولم يسيؤوا للإسلام.

2 Comments:

Blogger Eb9ara7a and his Wife said...

مدونة رائعة
و مقال ممتاز
و قد يكون بيننا توارد أفكار

تحياتي

12:55 PM, February 07, 2006  
Blogger Q8links said...

أشكرك على الثناء يا بصراحة

أنا أيضا أعتقد أن مدونتك جميلة

10:27 PM, February 08, 2006  

Post a Comment

<< Home