توالي السيادة
تحية أخرى نوجهها للشعب الفلسطيني، الذي لم تروّعه التهديدات الغربية بحجب المعونات الاقتصادية إن هو انتخب حركة تصفها تلك الدوائر الغربية بالإرهابية. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن الشعب الفلسطيني قد (غسل يده) مما يسمى بالعدالة الغربية التي تبدي انحيازا دائما للمحتل، فضلا عن إسهامها المباشر في خلق أزمة الشرق الأوسط من بدايتها.
أما التحية الثالثة فنوجهها للحركة المجاهدة حماس التي أصرت على أخذ دورها في خدمة الشعب سياسيا بعدما أدت أدوارها الاجتماعية والدينية بحرفية وإتقان جعل الناس تثق فيها وتعطيها أصواتا نادرا ما يحصل عليها حزب حاكم في أي ديمقراطية شفافة في العالم. أيها الشعب الفلسطيني المرابط، بارك الله فيك إذ تركت من يعوّل على الغرب في تعظيم منافعه الشخصية وزيادة ثرواته بينما أكثر من نصف الشعب تحت خط الفقر، تركتموهم يتذوقوا طعم المعارضة والأقلية ليعرفوا حجمهم الطبيعي، ولنرى ممارسة طيبة للعمل البرلماني بين أغلبية وأقلية تتبادل الأدوار لخدمة الشعب.
في السابق كان الرئيس ياسر عرفات رحمه الله قائدا أوحدَ للشعب الفلسطيني لكنه لم يمارس تجربة التبادل السياسي. وقد استمرت قيادته للفلسطينيين من قبل مناحيم بيغن ثم رابين فشامير فرابين فبيريز فنتنياهو فباراك فشارون، كل هؤلاء قادة للعدو الصهيوني يضربون لنا المثل تلو الآخر في التوالي السياسي وعدم التشبث بالمنصب وانعدام القدسية السياسية لأي شخص بل كل منهم يقول أنا أذهب وغيري يذهب ويبقى الوطن، بينما قادتنا يقولون (...) في الوطن والشعب المهم أن أبقى أنا ومن بعدي الطوفان.
أتمنى أن تعمم هذه التجربة في العالم العربي والإسلامي، حتى يصح قول الشاعر:
من غير حاجة أن يموت السيد الأول، بل يعود إلى بيته معززا مكرما ليأتي السيد الثاني يكمل المسيرة.
0 Comments:
Post a Comment
<< Home