.comment-link {margin-left:.6em;}

Q8Links

Hamad Al-Sharhan

Name:
Location: Kuwait

Friday, February 03, 2006

توالي السيادة

يحق لنا في العالم العربي والإسلامي أن نفخر حقيقة بما حصل في الأراضي الفلسطينية المحتلة من انتخابات نزيهة حقيقية، تفتقد مناطقنا اليعربية مثلها، وفرحنا إذ علمنا أن الديكتاتورية وحكم الفرد ليست قدرا مكتوبا علينا ما حيينا، وأن العدو الصهيوني لن يستطيع بعد اليوم أن يدّعي أنه كالجزيرة الديمقراطية وسط بحر من الحكم الشمولي الاستبدادي. وهذا الفضل يُنسب بعد الله إلى السلطة الفلسطينية بقيادة أبي مازن محمود عباس، الذي قاوم كثيرا الضغوط الأمريكية والصهيونية الداعية إلى حرمان حركة المقاومة الإسلامية حماس من المشاركة في الانتخابات، وقاوم الضغوط الداخلية من حركته (فتح) التي كانت تدعو بقوة إلى تأجيل الانتخابات أو تعليقها إذا لم يشترك فيها سكان القدس المحتلة. فمنا تحية لمحمود عباس.


تحية أخرى نوجهها للشعب الفلسطيني، الذي لم تروّعه التهديدات الغربية بحجب المعونات الاقتصادية إن هو انتخب حركة تصفها تلك الدوائر الغربية بالإرهابية. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن الشعب الفلسطيني قد (غسل يده) مما يسمى بالعدالة الغربية التي تبدي انحيازا دائما للمحتل، فضلا عن إسهامها المباشر في خلق أزمة الشرق الأوسط من بدايتها.


أما التحية الثالثة فنوجهها للحركة المجاهدة حماس التي أصرت على أخذ دورها في خدمة الشعب سياسيا بعدما أدت أدوارها الاجتماعية والدينية بحرفية وإتقان جعل الناس تثق فيها وتعطيها أصواتا نادرا ما يحصل عليها حزب حاكم في أي ديمقراطية شفافة في العالم. أيها الشعب الفلسطيني المرابط، بارك الله فيك إذ تركت من يعوّل على الغرب في تعظيم منافعه الشخصية وزيادة ثرواته بينما أكثر من نصف الشعب تحت خط الفقر، تركتموهم يتذوقوا طعم المعارضة والأقلية ليعرفوا حجمهم الطبيعي، ولنرى ممارسة طيبة للعمل البرلماني بين أغلبية وأقلية تتبادل الأدوار لخدمة الشعب.


في السابق كان الرئيس ياسر عرفات رحمه الله قائدا أوحدَ للشعب الفلسطيني لكنه لم يمارس تجربة التبادل السياسي. وقد استمرت قيادته للفلسطينيين من قبل مناحيم بيغن ثم رابين فشامير فرابين فبيريز فنتنياهو فباراك فشارون، كل هؤلاء قادة للعدو الصهيوني يضربون لنا المثل تلو الآخر في التوالي السياسي وعدم التشبث بالمنصب وانعدام القدسية السياسية لأي شخص بل كل منهم يقول أنا أذهب وغيري يذهب ويبقى الوطن، بينما قادتنا يقولون (...) في الوطن والشعب المهم أن أبقى أنا ومن بعدي الطوفان.


أتمنى أن تعمم هذه التجربة في العالم العربي والإسلامي، حتى يصح قول الشاعر:

إذا مات منا سيدٌ قام سيدٌ .. قؤولٌ لما قال الكرامُ فَعُول

من غير حاجة أن يموت السيد الأول، بل يعود إلى بيته معززا مكرما ليأتي السيد الثاني يكمل المسيرة.

0 Comments:

Post a Comment

<< Home