علميهم يا غزة
يجب في غمرة التجاذبات والتنافرات العربية المصاحبة لحرب الكيان الصهيوني على غزة، أن نعيد المسألة إلى أصلها الديني والعقيدي. فلقد كثر حديث الناس عن تفوق الصهاينة عسكريا واقتصاديا على العرب مجتمعين ووجوب السكون والرضوخ في هذه الفترة حتى نصبح أقوياء بما يكفي لنواجه الصهاينة.
وهذه مغالطة ناتجة عن قِصر شديد في النظر، فالواجب في هذه المرحلة من الصراع أن لا ننظر إلى المواجهة من منطلق دنيوي بحت يضع فقط توازنات القوى المادية في الاعتبار، بل أن نوسع نظرتنا لتشمل القوة التي لا تغلبها قوة في الأرض ولا في السماء.
أولا ليست المقاومة هي البادئة بل اليهود هم الذين خرقوا التهدئة أو الهدنة وذلك في شهر نوفمبر عندما هاجموا عددا من الفلسطينيين في غارة وقتلوا منهم ستة، وبذلك أراد اليهود أن يفرضوا قاعدة على الفلسطينيين تقضي بأن اليهود يفعلون ما يشاؤون والفلسطينيون عليهم الصبر والاستكانة فقط لأنهم ضعفاء. وهذه القاعدة "العوجاء" ينقضها الفكر الإسلامي الذي ينطلق من قاعدة "هيهات منا الذلة" وأن المسلمين لا يسكتون على الضيم.
ولكي ينتفض المسلمون ضد الضيم لا بد أن يلجأوا إلى القوي العزيز ذي الطول سبحانه وتعالى، فهو الذي بيده ملكوت السموات والأرض وهو يجير ولا يُجار عليه، فعند ذلك تتحول موازين القوى وتنقلب رأسا على عقب. فالميزان البشري يقول: "التكنولوجيا العسكرية عندهم أفضل من تلك التي عندنا"، والميزان الإلهي يقول: "وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى". والميزان البشري يقول: "إنهم أكثر منا عددا بكثير"، والميزان الإلهي يقول: "إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مئتين وإن يكن منكم مئة يغلبوا ألفا من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون". والميزان البشري يقول: "الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا: لو أطاعونا ما قُتلوا"، والميزان الإلهي يقول: "قل فادرؤوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين".
إن الركون إلى الدنيا وترك الجهاد خوفاً من فوات النفس والمال قد أثرا في الأمة الإسلامية إذ عملا فيها على مدى سنين طويلة، وإن العزة لن تعود إلى المسلمين حتى يعودوا إلى دينهم. ويقولون متى هو؟ قل عسى أن يكون قريبا.
8 Comments:
اولا نشكي همنا وبثنا إلى الله سبحانه فأنامفجوع ببعض ابناء امتنا اكثر مما أنا مفجوع ممايجري لنا من اليهود ومن قتلى غزة مفجوع من المتشفي منهم والأآخر المتفلسف الذي يغالط حماس والمقاومة فقط كي يبرر تخاذله وياقلبي لاتحزن حسبنا الله ونعم الوكيل.
صدقت أخي
حسبنا الله ونعم الوكيل
ما لنا غيره لا إله غيره ولا رب سواه
وهذا ما يعطينا الأمل ويجعلنا متفائلين
بالرغم مما نراه
يارب ارحمهم وانصرهم
آمين آمين
إنه سميع الدعاء
يا إخوة وأخوات عليكم بالقيام في الليل والدعاء في الثلث الأخير فإن تأثيره عجيب وكبير جدا
ولا تنسوا صلاة الفجر
والله المستعان
الله يصبرهم و يعينهم و ينصرهم
جزاك الله خيرا اخي الكريم على المقالة الجميلة
و شكرا لك على اضافة عنوان مدوّنتي لديك
سعدت كثيرا بذلك :)
و ايضا ضفت عنوان مدوّنتك لدي
و يشرفني ذلك
منطلقة
حياك الله وبيّاك وجعل الجنة مثواك
شكرا على التعليق ، والرابط لمدونتك يزيدنا سرورا
انا عيل مو مفجوعه من عيال ديرتناالمتصهينين .. بل مصـــــــــــدومة
ولكن محنة أهل غزة كشفت لنا الأقنعة عن الكثيرين قد يكونون أقرباؤنا .. زملاؤنا في العمل .. أصدقاؤنا أو أنسابنا
ولكن لا أقول إلا أنني متبرئة من هؤلاء إلى يوم الدين
ويأبى الله أن يتم نوره ولو كره المشركون
أختي الدكتورة
آخر عبارة في تعليقك تغني عن مجلدات
Post a Comment
<< Home