نتحزب أم لا نتحزب
(تأملات قلم)
نتحزب أم لا نتحزب .. هذا هو السؤال
حمد الشرهان
hamad@icmkw.org
نتحزب أم لا نتحزب .. هذا هو السؤال
حمد الشرهان
hamad@icmkw.org
لعل ما يدور حاليا من كلام حول إشهار الأحزاب السياسية في الكويت ورفض البعض لهذا الأمر هو التمهيد الذي لا بد منه قبل الإشهار الفعلي.
الأحزاب جزء أصيل من العملية الديمقراطية ، وعلى الرغم من استمرار الديمقراطية الكويتية إلى الآن بلا أحزاب ، إلا أن إشهارها من لوازم التطور الطبيعي للحياة السياسية في البلاد.
البعض عنده خشية من الأحزاب ويظن أنها ستنحو بالعملية السياسية منحىً سلبياً ، ويستشهد على ذلك بالأحزاب العربية التي جرت الوبال والدمار على بلدانها. وهذا تخوف مشروع وهو جزء من التمهيد اللازم ، وكل فكرة تـُستحدث لا بد أن تجد لها معارضين. لكن ليست كل الأحزاب العربية سيئة، وعلينا أن نحتذي بالنماذج الجيدة ونجتنب السيئ من القدوات.
الأحزاب ستنظـّـِم العمل السياسي بصورة جيدة ، وتتيح العمل في العلن بعد سنوات العمل السري للمجموعات السياسية – التي هي أصلا موجودة بقانون ومن غير قانون – وسيعرف المجتمع من هم قيادات الحزب الفلاني وعدد أعضاء الحزب الفلاني وميزانية الحزب الفلاني ... وبذلك نخرج من السراديب إلى الهواء الطلق حيث العمل الصحي المعروف والمعلن.
وسيكون عمل الأحزاب أكثر تنظيما من عمل الأعضاء المنفردين في المجلس. فهناك من الأعضاء الآن من هو نشيط ويتقدم دائما باقتراحات وأسئلة وغيرها وعنده نشاط خارج البرلمان أيضا ، وهناك من يتحالف مع الصمت ويتخذ من السكوت شعارا وسبيلا ، ولعله لا يحضر من جلسات المجلس واللجان إلا القليل ، أو الحضور لإثبات الوجود ثم الانصراف لأمور "أكثر أهمية"، من معاملات عند الحكومة وغيرها. لكن العمل الحزبي سيكون على أصول وقواعد وخطة وبرنامج عمل، تتضمن ما يقوم به كل عضو من أعضاء الحزب في المجلس، فيكون هناك عضو متخصص في الأمور الاقتصادية، وآخر للأمور التشريعية، وثالث للأمور الاجتماعية أو التعليمية وهكذا. ويكون الدور على المواطنين في نهاية الفصل التشريعي لتقييم هذا الحزب أو ذاك على بينة من عمل أربع سنوات كاملة هل يستحق انتخابه مرة أخرى أم أنه قصر ولم يلبّ طموحاتهم ويعبر عن رؤاهم بكل صدق وجدية.
فهل سيأتي اليوم الذي أمر فيه بالسيارة لأرى بيتا في منطقة (...) مكتوبا عليها (حزب ...)، فأدخل المقر لأطلب معلومات عن الحزب، ثم أملأ استمارة العضوية فيه إن اقتنعت بمبادئه ونشاطه؟؟ نعم سيأتي إن شاء الله ولعله قريب.
0 Comments:
Post a Comment
<< Home