هل خسرت الكويت؟
ثمانية وعشرون عاما كانت فترة حكم الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح. مضت بحلوها ومرها، بأفراحها وأتراحها، لكنها تميزت بقيادة للكويت عَبَرت بها مختلف الظروف والأخطار متجاوزةً المحن والابتلاءات بفضل الله عز وجل حتى صارت الكويت بلدنا الذي نعرفه اليوم.
والآن يحق لنا أن نتساءل: ماذا بعد؟ ماذا بعد أن فقدنا أميرا كان لشعبه أبا رحيما ولبلده ابنا بارا؟ لا شك أن الكويت هي الباقية بعون الله ومنته، مهما فني العظماء وتوفي القادة، ولقد فُجعت الكويت بوفاة كثير من قادتها لكنها واصلت المسير وتابعت النهضة، وذلك لأن لكل زمان دولة ورجالا.
استلم جابر الأحمد الحكم ممن سبقه من حكام الكويت الراحلين وأدار الدفة بحكمة الشيوخ ”الباخصين“، وها نحن في غيابه تحت الثرى نترقب الخير بإذن الله بولاية الشيخ سعد العبدالله السالم حكم البلاد، ولكن لا يجب أن يترك الشعب الأمير لوحده ويقع العبء عليه وحده وينام البقية، بل يجب علينا مساندة الشيخ سعد حبا له ولكويتنا الحبيبة، ولا تكون المساندة إلا بالمشورة التي يطلبها الشيخ سعد فعليا ويحرص عليها، نعرف ذلك من تتبعنا لتاريخه الطويل في المناصب العامة.
المشورة التي أمرنا الله بها في قوله عز وجل (وأمرهم شورى بينهم) يجب أن تأتي من جميع المواطنين صغيرهم وكبيرهم وليس فيهم صغير. فالاتصال بحكامنا ميسور ولله الحمد، وطرق الاتصال والتواصل عديدة وسهلة يسرتها التكنولوجيا الحديثة بحيث أصبح معدوما أي عذر لأحد يحجم عن إسداء المشورة للحاكم. والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: الدين النصيحة. قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم. ومن يكون أئمة المسلمين إلا الحكام؟ فعلى الجميع أن يهرع لإبداء رأيه في الأمور العامة بكل حرية وأريحية، فلله الحمد لن يحاسب أحد على ما يتفوه به مثل الأنظمة القمعية، والدليل أنه ليس عندنا سجناء سياسيون بفضل الله.
عطفا على السؤال الذي ابتدأنا به مقالنا، نقول أن الكويت خسرت فعلا قائدا متميزا وحاكما يخاف الله عز وجل، لكنها لم تخسر شعبها ولا أرضها ولا دستورها ولا إيمانها بالله عز وجل، فلنتقدم إلى الأمام في مسيرة الحياة ونتطلع إلى المستقبل.
رحم الله جابر، وحفظ الكويت وشعبها من كل مكروه.
5 Comments:
كلام جميل
وصدقت يجب أن نمارس النصح وان نتكلم بصوت عالي فقد جاملنا كثيرا وتخلفنا كثيرا بما فيه الكفاية
يكفي العنوان
هل خسرت الكويت ؟
نعم وخسرت اب وقائد وامير وانسان عظيم بتواضعه وبساطته
الكلام مجروح بأمير القلوب
This comment has been removed by a blog administrator.
السلا م عليكم
اخي العزيز ... لو تأخذك عجلات السياره قليلا الى قصر السيف سترى عباره جدا جميله قد كتبت منذ زمن (لو دامت لغيرك ما اتصلت إليك) وهذا حال الدنيا ...ولا ثبات بالدنيا الا للموت فالموت حق والحياة ماشيه وصامت اشتيه على مابها < ---- مثل داثر , الخساره خساره روحيه معنويه بالنسبه لي ولغيري فأغلبنا قد عاش او ترعرع على حس ونفس بابا جابر فأبن العشرين قد اصبح جد في عهده وابن الخمسين قد اصبح عميد لعائلته فأصبح من شبه المسلمات لدينا ففقدانه فقدان رمز اكثر منه فقدان حاكم ...ولو دامت لغيرك ما اتصلت اليك : )
تحياتي
شكرا لكم جميعا
والله يرحم فقيد الكويت الغالي
وعظم الله أجورنا كلنا
Post a Comment
<< Home