اليريور والقرقور
اليَرْيُور (أو الجرجور) لمن لا يعرفه هو سمك القرش باللهجة الكويتية، أما القرقور فهو فخ لصيد السمك به مدخل ضيّق يصلح للدخول ولا يصلح للخروج، يضعه ”الحدّاق“ في قاع البحر ثم يرجع إليه بعد مدة ليجده - إن كان حظه سعيدا - مليئا بالأسماك.
اليريور في كامل نموه يُعتبر من الأسماك كبيرة الحجم، ومن الصعب أن يدخل في القرقور أصلا، وهو غير مقصود من عملية الصيد بالقرقور. فالأخير يصلح للأسماك متوسطة الحجم، أما الكبيرة والصغيرة فهو غير ملائم لها.
أما إن كان اليريور صغيرا يافعا ”غراً“ فإن حجمه يمَكنه من الدخول في القرقور، وهو يدخل عادة لافتراس الأسماك العالقة بالداخل، فإذا به يعلق معها ولا يتمكن من الخروج، فيكون صغر سنه وحجمه من أسباب هلاكه.
الحاصل عندنا أن اليرايير الكبار هم الذين يضعون القراقير لليرايير الصغار، وذلك في سوق الأسهم التي يدخلها الآلاف من الناس، قليل منهم عنده خبرة أو حذر، والأغلبية تفتقد هاتين الخصلتين بكل أسف، فتنـزلق إلى قرقور الخسارة وتندفع إليها وقد أغرتها الأحلام بالثراء السريع والغنى بغير تعب، ودغدغتها مناظر لأناس ربحوا الملايين من هذه السوق، وأنساها هذا الأمل مناظر الذين خسروا كل ما وراءهم وما دونهم هناك، والذين نُقلوا من السوق في عربات الإسعاف بعد إصابتهم بأزمات قلبية نتيجة خسارة توفير العمر.
نزول السوق وصعوده يحدث نتيجة للمضاربات، وهذه المضاربات لا يكون لها أثر في انخفاض أو ارتفاع السوق إلا إذا كانت بكميات ضخمة، وهذه الكميات لا يملكها إلا اليرايير (أو الهوامير) الكبار، فهم صانعو السوق والمتحكمون في تذبذبه، يرفعونه إذا شاءوا أن يبيعوا، ويخفضونه إذا اشتهوا أن يشتروا. أما اليرايير الصغار (أو الزوري) فيضعون أموالهم في تلك القراقير وينتظرون صعودها، حتى إذا ما نزلت.. ونزلت.. ونزلت، تبيّنوا أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في عذاب الخسارة والبور.
رفقا بأنفسكم يا صغار اليرايير، فإنكم لا ظهر لكم يسندكم إذا حصل ما حصل وسقطت الفاس بالراس، والقراقير المطلوب منكم دخولها تزيد من أرصدة كبار اليرايير وتترككم أنتم في العراء وقد عدتم إلى نقطة الصفر.
2 Comments:
المعادلة سهلة
1 ارفع السوق
2 يكثر الزوري
3 ارفع السوق بعد
4 يزيد الزوري
5 بيع الي عندك عليهم
6 الحين ينزل السوق
بالطقاق
وعلى فكرة كل فترة نفس المسلسل
LOL
أخوي هذي نقلة تاريخية من مسطلح الهامور إلى مسطلح اليريور
:)
و صدقت بهالمثل سواء كان حول البورضة او كان حول الوضع السياسي
و النلمة لي دان زوالها .. ريّشت
Post a Comment
<< Home