الخير يعم والشر يخص

تروج بين عامة الناس عبارات يوصف بها المنتسبون إلى الدين والذين يسمونهم الدّينين أو المطاوعة أو الملالوة (تعددت الأسماء والمسمى واحد).

يصفونهم بأنهم:

يحبون الحلويات..

يسرعون بالسيارات..

يحبون تعدد الزوجات..

كروشهم كبيرة..

وفي الحقيقة فإن هذه الصفات مشتركة بين الدينين وغيرهم من بني البشر، ولا ينفرد بها أهل الدين !!

فالحلويات محبوبة لدى فئة كبيرة من الناس، وأنا أعرف شخصيا فئة من الدينين لا يحرصون على الحلو.

والسرعة بالسيارات فوق المعدل أو بتهور أمر غير جيد، وإن اتصف به بعض الدينين فغيرهم يتصف به أكثر.

أما التعدد فقد شاهدت الكثير ممن لا يصفهم العامة بالتدين يمارسونه أكثر من الملالوة.

وأما كبر البطون والكروش فما رأيت كذبة أكبر من هذه !! فالقليل حقا من المطاوعة يتصفون بالسمن والكثرة الكاثرة منهم بعيدون عنه بعد الثريا عن الثرى !!

لكن لماذا يوصفون بهذه النعوت دوناً عن باقي بني البشر؟

ذلك لأن الدينين وجودهم ملاحظ وحضورهم مشاهد، فهم دائما كالأعلام المرتفعة يشاهدهم الناس، فإذا رأوا تصرفا من واحد منهم عمموه على كل فئته.

ألا ترون إلى أعضاء مجلس الأمة؟ منهم عدد قليل فاسد سياسيا واجتماعيا، ونرى البعض من العامة يصف المجلس بأنه مجلس الخمة !!

فلماذا عمم هذا السوء على الجميع؟؟ لأن مبدأ الخير يخص والشر يعم (هذا المبدأ الفاسد الخاطئ) منتشر ومطبق عند غالبية العوام.

فإذا رأى مطوعا مسرعا بالسيارة فوق المعدل عمم هذا الوصف على جميع المطاوعة، لكن الغالبية العظمى من المطاوعة الملتزمين بحدود السرعة كل منهم خيره يخصه لكن يعم عليه شر المسرع !!

وهذا لعمرى ظلم كبير