تقليص من غير تخبيص

يجب تقليص عدد الدوائر.

لكن يجب أيضا أن تكون هناك عدالة في التوزيع.

إذا صدق تحليل جريدة الوطن - مع تحفظي على نهجهم التحريضي - فإن هناك دوائر محظوظة وأخرى أقل حظا في التوزيع الجديد الذي أقرته اللجنة الوزارية المكلفة بالتعديل.

ولا شك عندي أن هذا هو عكس المطلوب تماما، من حيث ترسيخ مبدأ العدالة بين المواطنين، وأنهم سواسية كما يخبرنا الدستور.

هناك إشكالية يراها البعض ولا أراها أنا، وهي أن العدالة سوف ينتج عنها زيادة تمثيل القبائل في المجلس على حساب الحضر.

ورأيي في هذا أنه إذا كانت التركيبة الكويتية تشتمل على نسبة معينة من فئة معينة أيّا كانت فلا بد من تمثيلها تمثيلا عدديا عادلا في البرلمان بغض النظر عن الوضع الحالي، لأنه في غياب هذا التمثيل العادل سوف نحصل على نتائج كثيرة غير مرغوبة.

منها استمرار وجود فئة من الكويتيين تشعر بأنها أقل حظا من غيرها، وأن غيرها يأخذ من ثمرات هذا الوطن أكثر مما هو متاح لها. وهذا من أكثر ما يسبب العصبية عند أي فئة، وهو شعورها بأنها محرومة أو مظلومة

يخشى البعض من ترسيخ مبادئ المحسوبية والفساد التي جاء بها بعض أبناء القبائل، وأقول إن رفع مظلومية أي فئة يجعلها تلقائيا أكثر وطنية وأقل فسادا، فالإنسان - أي إنسان - ليس فاسدا بطيعه.

يجب أن تكون أولوية الاهتمام بالوطن عندنا قبل أن ننصح بها الآخرين.

قلصوا الدوائر واجعلوها متساوية بارك الله فيكم.