.comment-link {margin-left:.6em;}

Q8Links

Hamad Al-Sharhan

Name:
Location: Kuwait

Saturday, March 11, 2006

ثروة غير سريعة

طاح السوق. قام السوق. أخضر. أحمر. العيون شاخصة إلى تلك الشاشات الأنيقة، نبضات القلب ترتفع عندما يرتفع المؤشر، وتنخفض عندما يحيق به الخسران، الإسعافات جاهزة لنقل ”مصابي السوق“ إلى المستشفيات، مع الأمل أن لا تؤدي الصدمة إلى أضرار كبيرة بالجهاز العصبي.

هذا هو حال مرتادي سوق الكويت للأوراق المالية. وقد كنا كتبنا كما كتب غيرنا عن صغار المتداولين وكبارهم، وكيف يتشابهون مع أسماك القرش الصغيرة والكبيرة، لكن لم نكتب عن الحل لهذه المعضلة، فالسوق مغرٍ للكثير من الباحثين عن الثراء السريع، والأمور تصبح أكثر سهولة كل يوم، فمن السهل استخراج دفتر شيكات من البنك، ومن السهل الحصول على حساب تداول في البورصة، ومن السهل الدخول والخروج إلى السوق، وذلك يرجع إلى الجهود الكبيرة التي تبذلها مشكورة إدارة البورصة، وهو أمر حسن.

لكن السيئ هو الانطباع العام أن الثروات يمكن أن تُكتسب بسهولة أو بسرعة. وهذا خطأ عظيم فادح. فأكثر من تسعين بالمائة من أثرياء العالم اكتسبوا ثرواتهم بطريقين اثنين لا ثالث لهما: إما بالوراثة عن آبائهم، أو بالعمل الجاد والكدح لسنوات كثيرة زادت عند بعضهم عن الخمسين سنة حتى حصلوا على المليون الأول. ولا شك أن هذه فترة طويلة جدا، لكن بصورة عامة يمكن الحصول على الثروة بطريقة مأمونة نوعا ما وفي فترة معتدلة الطول – مقارنة مع الخمسين سنة.

فلو وفر أيّ منا – مهما كان مرتبه – عشرة بالمائة من هذا المرتب كل شهر، ثم استثمر هذا المال بطريقة عاقلة متزنة، لحصل على ثروة قد تصل إلى المليون أو أقل قليلا أو أكثر قليلا بعد خمسة وعشرين عاما من بداية عمله، على اشتراط أن يستمر في توفيره وفي استثماره المتزن. وهذا لأي إنسان له راتب ثابت.

غير أن النمط الاستهلاكي الحالي يشجع الناس على عكس ذلك. فالأسواق والمحال تشجع الناس على إنفاق ما لم يخططوا لإنفاقه في سبيل احتمال أن يحصلوا على سيارة كجائزة سحب أو مبلغ من المال أو رحلة حول العالم. ولا يفطن المستهلك أن الذي يفوز بالسيارة هو متسوق واحد من بين عشرة آلاف أو أكثر، فاحتمال الفوز هو 0.01 %، بينما 99.99% لا يفوزون بهذه السيارة – التي عادة ما تكون سيارة عادية جدا منخفضة القيمة – لكن الجميع يشتري لأنه يتخيل نفسه في نسبة عُشر العُشر بالمائة هذه، ويتخيل نفسه في هذه السيارة الجديدة وقد هجر سيارته القديمة أو باعها، ولهذا قد يشتري أشياء هو غير محتاج لها بالأساس، ثم يحشر نفسه في الزحمة عند زاوية تعبئة الكوبونات، ويرميها في الصندوق وهو يدعو ربه بالرزق الحلال.

الرزق الحلال يا أخانا يحتاج تعبا، وإذا لم ترث ما يمكن تسميته ثروة فهيئ نفسك لبعض الكدِ والتعبِ.

1 Comments:

Blogger bo_sale7 said...

كلام جميل

12:58 AM, March 12, 2006  

Post a Comment

<< Home