.comment-link {margin-left:.6em;}

Q8Links

Hamad Al-Sharhan

Name:
Location: Kuwait

Wednesday, March 22, 2006

العراق .. الأرض المحروقة

صرح رئيس الوزراء العراقي السابق أياد علاوي أن العراق الآن في حرب أهلية أو على شفا حفرة منها. ويؤكد هذا القول الحوادث المأساوية كل يوم من القتل والتدمير المتبادل، ليس بين المقاومة والجيش الأمريكي، بل بين بعض العراقيين وبعضهم الآخر.

وإذا قام فعلا ما يشبه الحرب الأهلية في العراق فإن الجميع سيخسر من جرائها. لا أخصص توجها معينا، ومهما كان ”الفائز“ في الحرب - إذا كان هناك من فائز - فحتى ذلك الفائز سيكون خاسرا لكثير من طاقاته وموارده. إن الحروب تأكل الأخضر واليابس، وتقضي على الحرث والنسل، وتعيث فسادا في البلاد وحياة العباد، ومن يرد التأكد فليزر البلاد التي أصابتها الحروب الخارجية والأهلية يرَ الدمار وقد حاق بالجميع.

أما العراق فهو حالة خاصة، نُكب بحرب الخليج الأولى مع إيران، وخرج منها مكلوما بفقد مئات الآلاف من الجنود والمدنيين، غالبيتهم العظمى لا ذنب لهم فيما جرى لهم. ثم نُكب بجريمة العصر والزمان وهي غزو الكويت الجار العربي والمسلم، وفقد أيضا في حرب إخراجه من البلاد مئات الآلاف من القتلى، كثير منهم مدنيون أُخذوا من شوارع العراق وأعطوا ملابس عسكرية وبنادق ثم تُركوا ليواجهوا الموت بالأسلحة الأمريكية التي تضرب عن بُعد. ثم نُكب تارة ثالثة بالغزو الأمريكي الذي أطاح بالسيادة العراقية على التراب الوطني، وحَكم الأمريكانُ العراق حكما لا يبالي بالمصالح العراقية ولا الأرواح العراقية ولا الثروات العراقية، وهاهم يلمّحون إلى إمكانية أن يتحول تواجدهم في العراق إلى تواجد دائم يشبه القواعد الأمريكية في ألمانيا واليابان منذ الحرب العالمية الثانية إلى الآن. والآن يبرز شبح الحرب الأهلية ليزيد الطين بلة، وكأن العراق خال من المشاكل.

وزيادة على تضرر بنية المجتمع العراقي بحرب أخرى، فإن الكويت هي أكثر المتضررين من البلدان المجاورة للعراق إذا اندلعت - لا سمح الله - حرب أخرى. وقد بدأنا للتو نحس بنعمة الاستقرار بعد زوال حكم البعث العراقي الطاغي من مجاورة حدودنا الشمالية، وبعد إجراء انتخاباتٍ ظننا أنها ستضفي الكثير من الاستقرار على المشهد السياسي العراقي، فإذا بهذه الانتخابات ذاتها تكون سببا رئيسا للمزيد من التوتر بين الأجنحة المختلفة في الطيف العراقي، وإلى إحساس البعض من هذه الأطياف بأنها مظلومة، والظلم دافعٌ قوي للمقاومة والنضال بعدة وسائل، قد يلتزم فريق الوسائل السلمية إحساسا منه بالمسئولية وشفقة على عامة الناس من أن يتضرروا، وقد يسلك فريق آخر سبيل العنف بعد أن يرى أن لا فائدة من العملية السلمية ما دام الحق لا يرجع إلى أصحابه.

فهذا نداء إلى جميع الفاعلين في الساحة العراقية، رفقا بالعراق، ورفقا بجيران العراق، ورفقا بأنفسكم.

0 Comments:

Post a Comment

<< Home