وادي السليكون الكويتي
لا يتورع كثير من الناس عن انتهاك حقوق الملكية الفكرية في المطبوعات والبرامج. فما هي حقوق الملكية الفكرية، وكيف يتم انتهاكها؟
مثلما يملك الإنسان سيارته أو بيته، فإنه يملك إنتاجه الفكري. والإنتاج الفكري قد يكون مقالة تنشرها جريدة أو رسما كاريكاتوريا أو كتابا أو لوحة فنية أو برنامج كمبيوتر. وفي كل هذه الأمور يعطي المؤلف الإنتاج الفكري أهمية كبيرة ويحرص عليه حرصا كبيرا. وكيف لا، وقد أنفق في سبيل الإتيان به وقتا طويلا وجهدا كبيرا وربما مالا وفيرا. وربما يعتبر إنتاجه الفكري كأولاده في المكانة والمنزلة
ويعتقد البعض أن بإمكانهم استغلال إنتاج غيرهم، وفي هذا من الحرج الشرعي الشيء الكثير، فضلا عن المخالفة القانونية والأخلاقية. فهذا نوع من السرقة التي نهى عنها الشارع الحكيم، والإسلام لا يرضى بالظلم وهذا نوع من الظلم أيضا، سواء اقتبس باحثٌ فقرة من كتاب دون الإشارة إليه، أو رسم كاريكاتيرا مقلد من رسام في جريدة أخرى، أو اشترى لوحة فنية مقلدة وهو يعلم ذلك، أو اشترى برنامج كمبيوتر منسوخا بطريقة غير شرعية
فتخيل عزيزي القارئ أنك في مكان الشركة المنتجة لهذا البرنامج - إذا أخذنا هذا كمثال - وعلمت مقدار الأموال التي أنفقت؛ والجهود وساعات العمل التي تمت؛ وتكاليف الدعاية للمنتج؛ وتكاليف الاختبار والفحص للتأكد من خلو المنتج من العيوب؛ وتكاليف التطوير والتحسين، فستجد أن هذا البرنامج يستحق أن يباع بالسعر الذي حددته الشركة المنتجة، لا أن يُنسخ على قرص ثم يباع بدينار ونصف في أحد شوارع وادي السليكون الكويتي! ففوق أن هذا عمل مخالف للقانون، فهو استخفاف بكل الجهود السابق ذكرها
افرض أنك مهندس كمبيوتر وقررت أن تصمم برنامج كمبيوتر لاحتساب زكاة الشركات مثلا، وليست عندك شركة كبيرة لكنك تعمل وحدك في بيتك وعلى جهازك الشخصي. وقضيت الصيف كله من بداية التخطيط للبرنامج وعمل التصاميم الأولية ثم بناء وحدات البرمجة واحدة تلو الأخرى وعمل الواجهة التصميمية للبرنامج ثم اختباره بعد ذلك وإصلاح كل أوجه الخلل التي كان يعاني منها، حتى أصبح شبه خال من العيوب. وقررت أن تعرض البرنامج للبيع بمبلغ خمسة عشر دينارا، ليست هي قيمة القرص بالطبع، لكنها القيمة المجمعة للجهود التي بذلتها في هذا المشروع. ثم بدأت في عمل الدعاية للبرنامج في الصحف وكلفك ذلك كثيرا، وجاءتك بعض الطلبات للشراء فاستبشرت بها، لكنها سرعان ما توقفت. بحثت عن السبب وزرت بعض المحلات في أودية السليكون فصدمت برؤية برنامجك - فلذة كبدك - يباع بدينار. كيف ستكون ردة فعلك؟؟ صرفت ما يقدر بألف دينار غير الجهد المضني الذي يقدر بأكثر من ذلك، ولم تزد الإيرادات على 120 دينارا
هل سيتشجع أي مبدع على الإنتاج في هكذا بيئة؟
2 Comments:
فعلا انا معاك بهالنقطه وموضوعك جدا مهم وامانة انا ضفتك وضفت دليل الكويت سايتك عندي بالبلوق مالي حتى ضفته بالفيفريت عندي لاني اتصور ان كل كويتي لازم يضيفه بالفيفرت بالاكسبلورر يعطيك الف عافيه اخوي لنك على مجهودك الكبير وتسلم لكن بالنسبه للموضوع انا قتلك اني معاك بس هم في شغلات مبالغ فيها بالملكيه مثلا برنامج ويندوز اذا بتشتري نسخه منه تشتريها ب50 دينار بينما تروح اي محل تحصلها كوبي بدينار وأقل ونفس الشغل ماتشوف ان هني الملكيه صارت غاليه انا معاك يتعبون بالوندوز لكن هم مبلغ مثل هذا حق كل الناس يعتبر وايد ولا شرايك وهذا بس مثال عن شغلات وايد بالحياة
أخ هاشمي
شكرا على التعليق وآسف على الرد المتأخر
أنا أعتقد أن أي شركة لها الحق ببيع منتجاتها بالسعر الذي تحدده، ويبقى التنافس في السوق الحرة حسب قوانين العرض والطلب
والوضع الحالي معيب، لأن مايكروسوفت تستحوذ على أكثر من 90% من سوق أنظمة التشغيل بنظامها ويندوز، فأصبح لدينا ما يشبه الاحتكار، لكن المفترض أن يكون هناك أنظمة تشغيل كثيرة تتنافس فيما بينها والتنافس يكون لمصلحة المستهلك.
يوجد حاليا العديد من أنظمة التشغيل مثل لينكس وآي بي ام أو أس هذا غير الماكينتوش لكن كلها مجتمعة كما أسلفت لا تحصل على 10% من السوق
ينبغي أن يشد الباقون حيلهم ويطوروا أنظمة التشغيل خاصتهم ويكونوا أكثر قبولا لدى الناس
This is their homework
Post a Comment
<< Home