سيف من خشب
تخيل في يوم من الأيام أنك التقيت بشخص يحاول أن يبيعك سيفا من خشب. وعندما تسأله فيم يستخدم هذا السيف؟ يجيبك أنه مخصص لمحاربة الله عز وجل!! لو كنتُ مكانك لقلت فورا: أعوذ بالله، وكيف يحارب الإنسان ربه؟
البنوك التقليدية تفعل الشيء ذاته ، فهم يحاولون أن يزينوا لك التعامل بالربا ، ويجعلونه في غاية السهولة واليسر حتى تشترك معهم في إثم الربا وتذهب لمحاربة ربك سبحانه وتعالى . يقول الله عز وجل : ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين . فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله ...) .
ويخطئ من يعتقد أن هذا أمر عادي والكل يفعله والاقتصاد العالمي يقوم على هذه الفائدة ، فلنفعل كما يفعل كل الناس ! هل إذا رمى الناس أنفسهم في النار نرمي أنفسنا معهم؟ وصدق الله تعالى إذ يقول : ( وتحبون المال حبا جمّا ) ، فحب المال هو ما يدفع المساكين لوضع أنفسهم في هذا الموضع . ولنر ما تفعله هذه الفخاخ المسماة بالبنوك لجذب الزبائن كما يجذب الذباب إلى النار .
فمن هذه البنوك من يجعل معاملة القرض الربوي سريعة جدا بحيث تأخذ من دخولك من باب البنك حتى خروجك بالمال أقل من ساعة .
ومنهم من يدرب موظفيه على البشاشة في وجوه العملاء والسماحة في التعامل وإبداء روح الصداقة حتى يحس العميل كأنه في بيته وبين أصدقائه فلا يتردد في إنهاء إجراءات القرض الربوي .
ومنهم من يسهل هذه الإجراءات فيتساهل في شروط الكفيل أو الراتب أو النسبة أو قسط السداد أو غير ذلك ، وهذا كله حتى يوقعك في فخ شراء السيف الخشبي الذي يُفترض أن تقارع به رب الأرباب سبحانه وتعالى .
وهذا يذكرني بتزيينٍ آخر قام به إبليس مع آدم إذ رآه في الجنة فقال له ( هل أدلك على شجرة الخلد وملكٍ لا يبلى ) ، فوقع أبونا آدم عليه السلام في الفخ ، ويريد الشيطان أن يضل ذريته من بعده إلى أن تقوم الساعة .
فهل يتقي العبد ربه ويتجنب غضبه وسخطه ، أم ينزلق إلى الاعتقاد أنه يستطيع أن يغلب القوي الكبير في الحرب بينهما ؟
0 Comments:
Post a Comment
<< Home