الهندسة في خدمة الشعب
عندما كنت أدرس في كلية الهندسة بجامعة الكويت كان لديّ وغيري من الطلبة طموح كبير ، طموح بأننا يمكن أن نكون من كبار المخترعين والمبتكرين على مستوى الكويت والعالم العربي والإسلامي ، وأننا سنطور معرفتنا بعد التخرج وننميها في اتجاه رفع شأن وطننا تقنيا وعلميّا ، وكانت تفتننا قصة ذلك المهندس الياباني الذي ذهب إلى ألمانيا وناضل من أجل أن يحصل على سر بناء المحرك وينقله إلى اليابان .
طبعا من المعروف أن المرء يفقد حماسه عندما يكبر ، لكن اليقين ما زال موجودا بأن جامعة الكويت – وغيرها من صروح العلم – هي من يناط بها إحراز أي تقدم في التقنية والهندسة والتصنيع وغيرها من المجالات .
يحدث هذا الأمر عندما تبرز عندنا في حياتنا اليومية حاجة تريد إشباعا ، والحاجة أمّ الاختراع ، فالمفروض أن يتصدى لها الأساتذة والطلبة في كلية الهندسة في مشاريع التخرج مثلا ، لتصنيع ما يُشبع تلك الحاجة .
مثلا .. من الحاجات التي تريد إشباعا الآلات التي تصرف الطوابع الحكومية في مراكز الخدمة التابعة لوزارة الداخلية ، حيث أن هذه الآلات لا تقبل إلا مقدار الطابع المطلوب بالضبط ولا تُرجع لك الباقي إن أدخلت عملة أكبر ، فإذا رغبت بطابع من فئة خمسة دنانير ولم يكن عندك إلا ورقة نقدية من فئة عشرة دنانير فيجب عليك أن تفكها من مصدر آخر . مشكلة بسيطة لكنها مؤذية لمن ليس لدية فكة .
مشكلة أخرى متعلقة أيضا بصرف الأموال وبوزارة الداخلية ، وهي العدادات التي وُضعت حديثا عند بعض مواقف السيارات والتي يجب وضع عملة نقدية فيها حتى يُسمح بالوقوف ، وإذا أوقف أحدهم سيارته ولم يضع مالا في العداد فإنه يُعتبر مخالفا للقانون . الآن ماذا يحصل إن لم تكن لديك قطع نقدية لوضعها في ذلك العداد اللطيف ؟ الجواب أنك تلف وتدور حتى تجد من يخرّد لك .
إنني على يقين أن المهندسين والأساتذة في الجامعة أو معهد الأبحاث قادرون بعون الله على أن يجدوا حلا لهاتين المشكلتين عن طريق تصنيع آلات تُرجع الباقي لمن يُدخل أكثر من المال المطلوب ، وآلات تدخل فيها الدينار مثلا وتخرج لك عشر قطع من فئة المائة فلس . وليس هذا بدعا من القول أو ضربا من الخيال ، فإن هذه الآلات لا يلزم اختراعها فهي قد اختـُرعت بالفعل ورأيناها في أمريكا واليابان ، لكن الشاهد أننا ننسى أن عندنا مراكز بحثية ؟ فلماذا لا تعطي وزارة الداخلية لجامعة الكويت مبلغ مئة ألف دينار مثلا لتصميم آلات لصرف النقود في المواقف ؟ ثم يكون التصنيع هنا في الكويت وسيكون بالتأكيد أقل تكلفة من الآلات الآتية من الغرب أو الشرق .
طبعا من المعروف أن المرء يفقد حماسه عندما يكبر ، لكن اليقين ما زال موجودا بأن جامعة الكويت – وغيرها من صروح العلم – هي من يناط بها إحراز أي تقدم في التقنية والهندسة والتصنيع وغيرها من المجالات .
يحدث هذا الأمر عندما تبرز عندنا في حياتنا اليومية حاجة تريد إشباعا ، والحاجة أمّ الاختراع ، فالمفروض أن يتصدى لها الأساتذة والطلبة في كلية الهندسة في مشاريع التخرج مثلا ، لتصنيع ما يُشبع تلك الحاجة .
مثلا .. من الحاجات التي تريد إشباعا الآلات التي تصرف الطوابع الحكومية في مراكز الخدمة التابعة لوزارة الداخلية ، حيث أن هذه الآلات لا تقبل إلا مقدار الطابع المطلوب بالضبط ولا تُرجع لك الباقي إن أدخلت عملة أكبر ، فإذا رغبت بطابع من فئة خمسة دنانير ولم يكن عندك إلا ورقة نقدية من فئة عشرة دنانير فيجب عليك أن تفكها من مصدر آخر . مشكلة بسيطة لكنها مؤذية لمن ليس لدية فكة .
مشكلة أخرى متعلقة أيضا بصرف الأموال وبوزارة الداخلية ، وهي العدادات التي وُضعت حديثا عند بعض مواقف السيارات والتي يجب وضع عملة نقدية فيها حتى يُسمح بالوقوف ، وإذا أوقف أحدهم سيارته ولم يضع مالا في العداد فإنه يُعتبر مخالفا للقانون . الآن ماذا يحصل إن لم تكن لديك قطع نقدية لوضعها في ذلك العداد اللطيف ؟ الجواب أنك تلف وتدور حتى تجد من يخرّد لك .
إنني على يقين أن المهندسين والأساتذة في الجامعة أو معهد الأبحاث قادرون بعون الله على أن يجدوا حلا لهاتين المشكلتين عن طريق تصنيع آلات تُرجع الباقي لمن يُدخل أكثر من المال المطلوب ، وآلات تدخل فيها الدينار مثلا وتخرج لك عشر قطع من فئة المائة فلس . وليس هذا بدعا من القول أو ضربا من الخيال ، فإن هذه الآلات لا يلزم اختراعها فهي قد اختـُرعت بالفعل ورأيناها في أمريكا واليابان ، لكن الشاهد أننا ننسى أن عندنا مراكز بحثية ؟ فلماذا لا تعطي وزارة الداخلية لجامعة الكويت مبلغ مئة ألف دينار مثلا لتصميم آلات لصرف النقود في المواقف ؟ ثم يكون التصنيع هنا في الكويت وسيكون بالتأكيد أقل تكلفة من الآلات الآتية من الغرب أو الشرق .
6 Comments:
الآلةالي ترجع الباقي موجودة بكلية الشريعة لكن لآلة الاكل ! ;s
بما انه شركة صغيرة اقدرت انها تركب هالآلة باجهزتهم .. فما بالك دولة !!
تقدر و نص بعد !!
عملية سلهة جدا يفكر فيها حتى الصغير بالسن !
يجب على المسؤول ان يكون عالم بتطور الاجهزة .. و مثل ما قلت اذا الميزانية ما تكفي لاستيرادها ممكن تصنيعا بالدولة بوجود الكافاءات الكثيرة فيها ..
=)
عدل عدل يا مهندسنا .. من زمان ما شفنا بوست هندسي !! أصلا ما أذكر انك كتبت بوست هندسي !!
المهم .. الفكرة حدها ممتازة وتوفر كثير من العناء على المراجعين .. صارت فيني شكثر !! و لاعت جبدي !!
إن شاء الله يوصل كلامك لمن يهمه الأمر ..
قيادية & ولد الكويت
شكرا على مشاركتكما ، والحقيقة أن كثيرا من المشاكل لا تستدعي مهندسا ليحلها بل تحتاج فقط حسا هندسيا، وهذا موجود عند كثير من غير المهندسين
هذا اقتراح انا اقترحته من سنين على هيئة التدريس بالتطبيقي واعدت طرحه على مجموعة من الاصدقاء اعضاء هيئة تدريس بالجامعة ...تصدق الرد واحد مع فارق الفترة الزمنية الطويلة !!
الموضوع اكبر من قدراتنا !!
ليش ؟ لان البحث العلمي او المشاريع العلمية التطبيقية بمعنى الواقعية يبيلها دفع مبالغ ويبيلها شغل وابداع والسالفة ما تسوى خلهم على مشاريع التخرج هذاك اللي يقص جير بمقطع جانبي وهذاك اللي يسوي مجسم حق مصعد ... والسالفة ماشية
انا باعتقادي انه الموضوع يشرحه مثل امريكي شهير يقول :
those who cant do >>teach !
تحياتي
عزيزي بو صالح
شاكر لك مرورك وتعليقك
الواقع أن المراكز البحثية والجامعات في الغرب هي أساس البحث العلمي هناك ومصدر الاختراعات والابتكارات
الحكومات الغربية والشركات الكبرى هناك تنفق الملايين على هذه الجامعات لتبتكر لها اختراعات وتشغل عقول الطلبة والأساتذة في أمور تفيد تلك المجتمعات
وكذلك عندنا في كلية الهندسة في الجامعة هناك الكثير من مشاريع التخرج عبارة عن أفكار يتم تطبيقها لأول مرة منها بعض تطبيقات الإنسان الآلي والأتمتة وغيرها
لكن ليس عندنا ثقافة تصنيعية ربما لأن السوق صغير نسبيا فتجد الشركات لا تنفق شيئا على الجامعات
أدام الله الأحلام الطموحة في عقولكم.
لكن المشكلة في عقليات بعض المسؤولين :)
Post a Comment
<< Home