.comment-link {margin-left:.6em;}

Q8Links

Hamad Al-Sharhan

Name:
Location: Kuwait

Thursday, January 26, 2006

مصيدة أم مجد

أتتنا البشرى اليوم بفوز حركة المقاومة الإسلامية حماس بأغلبية مقاعد المجلس التشريعي الفلسطيني في الانتخابات التي جرت أمس الأربعاء. ولئن حملت لنا قنوات التلفاز والمواقع الإخبارية تحليلات وأخبارا عن هذا الفوز الكاسح، فإننا نفتخر بعدة حقائق جلبتها لنا هذه الأخبار:
أول هذه الحقائق هي أن السلطة الفلسطينية بيضاء الوجه. فقد نظمت انتخابات حرة وأصرت على مشاركة الجميع فيها دون إقصاء أحد، ثم تم فرز الأصوات بشفافية وإعلان الفائز وتنحّي الخاسر دون شكوى من أن الانتخابات مزورة أو لجوء إلى الطعن في النتيجة من أي طرف. وإذا قيل أن فتح لا يمكن أن تشتكي لأنها هي التي أدارت الانتخابات فهذا صحيح ولكنه لا يقلل من نزاهتها وكونها حالة نادرة في ووطننا العربي من المحيط إلى الخليج مع بعض الاستثناءات الطيبة هنا أو هناك.
ثاني الحقائق هي أن حركة حماس ستتعرض لتجربة لم يسبق لها المرور بها، وهي تجربة الحكم. دائما تنتقد المعارضة الحكومة في كل مكان لأنها غير كفؤة في إدارة شئون البلاد، لكن هذا لا يعني بالضرورة أن هذه المعارضة ستكون أحسن حالا ممن تنتقدهم. وقد سمعنا كثيرا من الكلام من حماس عن نيتهم تغيير الأوضاع، والآن هو وقت تحويل الأقوال إلى أفعال، وهو أمر غير سهل كما قد يتخيله الإخوة في حماس فإن دونه خرط القتاد، والأوضاع الخاطئة والسيئة الموجودة على الأرض مر على وجودها سنين وعقود وتعوّد عليها كثير من الناس وشاب عليها الكبير وكبر عليها الصغير، والتغيير والإصلاح - كما هو شعار حماس - مطلب عزيز. لكن الأمل كبير في هذه العصبة الطيبة من أبناء حماس. ومن أكثر المواضيع إثارة للجدل موضوع الجمع بين الحكم والمقاومة العسكرية التي تتبناها حماس ضد الاحتلال الصهيوني، وأعتقد أن حماس الآن كالسائر على الحبل، يحتاج إلى توازن دقيق في مشيه وإلا سقط وهلك.
ثالث حقائقنا أن حماس - وهي فرع للإخوان المسلمين - هي أول فروع هذه الحركة يتسلم حكما في أي من البلاد العربية التي امتد لها فكر الإخوان. ومن المعروف أن الفكر الإخواني يعتبر السياسة جزءا من الدين وينادي بإعادة الدمج بين الدين والدولة والتخلي عما يسمونه ”الفصام النكد“ بين جناحي الحياة هذين. والآن سنرى التطبيق العملي لشعارات الحكم الإسلامية هذه، والتي ستكون - إذا نجحت - نبراسا لجميع فروع الإخوان المسلمين في العالم الإسلامي تعمل على هداه وتضرب به مثلا بدلا من الأمثلة السيئة التي يضربها العلمانيون كنماذج للحكم الإسلامي.
أرجو من كل قلبي التوفيق لحماس في إدارة السلطة وتحقيق آمال وطموحات ناخبيها وجميع الشعب الفلسطيني، وأن تظل على ولائها للعملية الديمقراطية التي صعدت بواسطتها لكرسي الحكم فتحترم الشعب بجميع فئاته وتعرف أن الشعب بإمكانه أن يعيدها إلى الشارع إن أخفقت في ما ادعت قدرتها عليه. بالتوفيق يا شباب و ”بيضوها“.

Monday, January 23, 2006

صورة تغني عن ألف كلمة

Sunday, January 22, 2006

هل يعيد التاريخ نفسه؟

كنت أقول لامرئ القيس للتو
المشكلة أن التاريخ ينبئنا عن نوعين من حالات اختلاف الأسرة على الحكم: نوع نتج عنه هجرة أو سفر مؤقت للطرف الخاسر، ونوع نتج عنه دم مسفوح
الله لا يجيب شر

سؤال بريء خارج الموضوع

إذا كان الشيخ صباح الأحمد مقتنعا تمام الاقتناع بحقوق المرأة السياسية فلماذا لم يدع نساء آل الصباح لحضور ما يسمى بلقاء المبايعة صباح الجمعة؟

مقومات نجاح استمرار حكم آل صباح

إسماعيل الشطي
اذا صح ان الشيخ صباح الاول تولى الحكم منذ عام 1110هـ فان الاسرة الحاكمة الكويتية آل صباح تكون قد نجحت في الاستمرار بالحكم اكثر من ثلاثة قرون، وهذه مدة زمنية مديدة في تاريخ الاسر التي تتوارث الحكم، بل ان هذا الاستمرار يعتبر نجاحا حققه آل صباح قلما يتحقق للكثيرين، وهو الذي يكاد يجعلهم اعرق مؤسسة سياسية في العالم العربي، كما انه هو الذي منحهم القدرة المهيمنة على بقية المؤسسات الدستورية بالكويت، ولقد عبر عن ذلك المرحوم جابر العلي في حديث مع الكاتب بقوله "تاريخ شاهق على جغرافية صغيرة"، ويمكننا من خلال هذا التاريخ المديد ان نستخلص مقومات النجاح لهذه المؤسسة، وهي كالتالي:
اولا- البراغماتية
السلوك العملي الذي مارسته المؤسسة الحاكمة خلال تاريخها الطويل يشير الى نهج براغماتي، اذ لم تات قراراتها بوحي من اي فكر مسبق او ايديولوجية سياسية او دينية، وكان النظر الى النتائج العملية المثمرة التي تنتهي اليها قراراتها هي الخط السياسي العام لمؤسسة الحكم، وباستثناء العهد التاسع (سالم الاول) فقد تجاوز آل صباح كل الاعتبارات المثالية التي قد تضر بمصلحة الحكم، واستجابوا لمقتضيات المبادئ الدينية والقومية والانسانية في الحدود التي لا تتعارض مع براغماتية المؤسسة الحاكمة.لقد كانت المقدمة المنطقية لبراغماتية آل صباح تقول "الرخاء مقابل العناء"، وجاء ازدهار ميناء الكويت وتفوقه على بقية موانئ الخليج نتيجة هذا النهج، ولقد وصفه كيرزن نائب الملكة بالهند قائلا "الميناء الاوحد الاكثر ملائمة بالخليج، ان كل الموانيء في الخليج فيما عدا ميناء الكويت لا تعدو ان تكون مجرد مراسي"، كما شجع هذا النهج على نمو التجارة وصناعة السفن، فقد كان الكويتيون يستوردون الاخشاب من الهند الشرقية ويقومون باستخدامها لبناء السفن، ووصف بيللي المقيم البريطاني في احد تقاريره بحارتها بانهم امهر بحارة الخليج وان الكويت ميناء نشط ياتيه البدو شتاء يبدلون اصواف اغنامهم بالسلع المختلفة، وانعكست براغماتية الحكم على التعامل التجاري الذي تجاوز التحريم الديني في تداول الفوائد الربوية والتهريب، اذ تشكلت ثروة كثير من التجار الايرانيين من تهريب البضائع الى ايران، وثروة كثير من التجار النجديين من التهريب الى بقية نجد، وثروة بعض تجار الاسر الكويتية المعروفة من التهريب الى العراق او الهند، كما شكل هذا النهج مجتمعا منفتحا مقارنة بالمجتمعات المجاورة لا يتخطاه الا المجتمع البحريني، اذ جاء انفتاحه نتيجة التاثر البالغ بمجتمع البصرة التي كانت مصدرة للضروريات وللكماليات، وتعامله التجاري مع مؤانىء الهند وافريقيا، وكان نتيجة الانفتاح انضمام ديانات ومذاهب واجناس مختلفة للمجتمع الكويتي، الا ان ذلك كله تعرض في عهد سالم لكثير من التغييرات التي اقتضتها ميول سالم الدينية، اولى هذه التغييرات اصداره اوامر لليهود بعدم انتاج الخمور، وثانيها منع الدعارة داخل اسوار المدينة، وثالثها تعيين الشيخ دعيج السلمان آمرا لقواته الحربية، ورابعها تعيين الشيخ صباح الدعيج مختارا للمدينة يراقب فيها السلوك والاستقامة، ولقد تحولت الكويت في نظر البريطانيين الى "مدينة بدوية الطابع ولا تزيد عن انها ميناء طبيعي لاهل نجد"، و"ان الحياة الاجتماعية بالبحرين اكثر تطورا من الكويت فاهل الكويت في هذا الشان عرب اقحاح".
ثانيا- الاستقلالية
بنت مؤسسة الحكم علاقاتها مع القوى الخارجية لحماية وتكريس استقلال حكمها في الداخل، يقول بوكينهام الذي زار الكويت عام 1816 «ان الكويت حافظت على استقلاليتها، وناسها يتميزون بطباع عالية من الاستقامة والمهارة والجدية والشجاعة»، ففي العهد الخامس اعتذر عبدالله الثاني للبريطانيين عن ادراج شركة الهند البريطانية ضمن الشركات التي يمكنها زيارة ميناء الكويت خشية منح العثمانيين مبررا لزيادة نفوذهم على امارته، وفي العهد السابع قاوم مبارك الاول كل الاغراءات والمحاولات التي بذلها العثمانيون لفرض سيطرتهم عليه، ويفسر د عبدالعزيز ابراهيم المتخصص في تاريخ المنطقة ان لجوء مبارك للبريطانيين جاء لحماية استقلاليته من العثمانيين، فالبريطانيون آنذاك لم يكونوا يسعون لحيازة ارض بقدر سعيهم لابعاد القوى الاخرى عن الهند، وعندما وقعت بريطانيا مع تركيا اتفاقية عام 1913 والتي تجعل الحكم بالكويت اتونومي (اي السيادة لتركيا والحكم للصباح) تأثر مبارك الصباح وقال معاتبا لبيرسي كوكس المقيم البريطاني بالخليج (هذا ما اراده الاتراك دائما وما قاومته طيلة عمري، وها انت تطالبني بان اوافق على ذلك كتضحية من اجل استقلالي)، ولقد بالغ سالم الاول في نزعته الاستقلالية حتى كادت علاقاته مع البريطانيين تنفرط، بينما توترت علاقات احمد الجابر مع البريطانيين والسعوديين والعراقيين عندما حاولوا النيل من استقلال حكمه الداخلي، اذ رفض كل الحلول التي تقترح تعيين موظفين تحت ادارة حكم آخر داخل الكويت لمراقبة التجارة او التهريب، كما عارض اي محاولة لتخفيض مستوى الكويت في اللقاءات الرسمية، واضطر لمناورة بريطانيا بالتحالف مع بن سعود، وحاول تجاوز المقيم السياسي ليخاطب حكومة لندن او الحاكم العام في الهند، ولقد بين لهم انه اذا كان لا يستطيع الشكوى من بريطانيا فإنه سيلجأ الى الله، ورفض مقترح بريطانيا معاملة الفرس كاجانب خارجين عن الحكم القضائي للمشيخة، وكان بذلك يغلق بابا فتحته بريطانيا بالبحرين فاضحى المقيم هو الحاكم، ولقد واجه الشيخ تهديدات مبطنة وصريحة من بريطانيا كادت تصل مداها وظل صامدا وتهرب من ضغوطهم بالذهاب الى فيلكا، وحذره المقيم بان مصيره قد يصل الى ما وصل اليه حاكما البحرين والمحمرة، ولكن كان رد الشيخ حازما اذ انه اعتبر ان موافقته على المقترحات البريطانية ستجعله حاكما بلا رعايا، وفي العهد الحادي عشر حاول البريطانيون ان يقيدوا الكويت بمصالحهم بشكل يستفز الشعور القومي المتصاعد آنذاك، فقد عمل مهندس الدولة ميجور هاستد على ترسية العقود والامتيازت الخاصة على البريطانيين، كما منع موظفو وزارة الخزانة البريطانية والمصرفيون البريطانيون بيع نفط الكويت بغير الجنيه الاسترليني، وقاوم تأسيس بنوك وطنية غير ان عبدالله الثالث استطاع ان يلغي كل ذلك ويحافظ على استقلالية القرار الكويتي، ولعل معاناة مؤسسة الحكم في الحفاظ على استقلالية قرارها الداخلي وصل مرحلة بالغة الحرج في العهد الثالث عشر، فلقد انتهت الموائمة بين الاستقلالية والاستجابة للضغوط الخارجية الى غزو الكويت واحتلالها.
ثالثا- التداول السلمي للحكم
التداول السلمي للحكم هو ابرز سمات المؤسسة الحاكمة، اذ نشأت هذه المؤسسة عبر اتفاق تاريخي اختار فيه الرواد الاوائل من الكويتيين صباح الاول، وباستثناء الاحداث العنيفة التي صاحبت خلافة مبارك الاول فان توارث الحكم ظل خاليا من اية قطرة دم في تاريخ الاسرة، اذ كانت فروع آل صباح تقوم بتنحية سلمية لبعضها من اجل تضييق التنافس على وراثة الحكم، فقد خلف صباح الاول فرعين كبيرين من ذريته بعده هما آل عبدالله وآل سلمان، غير ان آل سلمان تنحوا بارادتهم عن المنافسة ولم يستغلوا فرصة استقرار جابر الاول بالبحرين وغيابه الطويل عن الكويت للاستيلاء على الحكم، بل عملوا على مجيئه لتسلم مهام منصبه، وبذلك تنحت فروع سلمان عن الوراثة وهم آل مالك وآل سلمان السلمان وآل دعيج، ولما تفرع من صباح الثاني تسعة ابناء كان لسبعة منهم ذرية فان دائرة التنافس على توارث الحكم اتسعت من جديد وصار الاخوة يتوارثون الحكم بينهم حتى جاء مبارك وحصره في ذريته، وخرج من ذلك آل جراح وآل عذبي وآل جابر العبدالله وآل خليفة العبدالله وآل سعود بن محمد، ولقد اشرك مبارك الاول طرفا دوليا (بريطانيا) لضمان وراثة الحكم في ذريته، وجاءت ذرية مبارك بخمسة فروع هي آل جابر وآل سالم وآل حمد المبارك وآل ناصر المبارك وآل عبدالله المبارك، غير انه فعليا لم يتوارث الحكم الا آل جابر وآل سالم، وليس هناك ما يفيد بان الفروع الثلاثة تنحت بارادتها عن التوارث، وخاصة ان اسم حمد المبارك قد جاء ضمن ترشيحات الحكم ابان الانتقال من العهد التاسع الى العاشر، وان عبدالله المبارك شغل منصب نائب الحاكم وكان من اقوى مرشحي الحكم ابان العهد الحادي عشر.ورغم ان هذا التداول لم يكن يخلو من تنافس وخصام على الحكم، فلقد تطلع إليه الشيخ عبدالله السالم بعد وفاة ابيه ولم ينله الا بعد وفاة ابن عمه الشيخ احمد الجابر الذي استمر عهده 29 عاما، كما تطلع إليه الشيخ عبدالله مبارك وكاد يصل اليه لولا خلافه الذي دفعه للهجرة الاختيارية والعزوف عنه، وتطلع إليه الشيخ جابر الاحمد لولا وجود من هم اكبر منه سنا مثل اخيه الشيخ محمد الاحمد والشيخ صباح السالم الصباح حتى وصل اليه ناضجا، وظل الشيخ جابر العلي يهيىء نفسه لخلافة الشيخ جابر الاحمد وصار اسمه يتقدم غيره من اقرانه من الشيوخ، وحظي بلقب نائب رئيس الوزراء ولكنها ذهبت للشيخ سعد العبدالله حيث وصلت اليه دون علمه، وقلما غاب التنافس على الامارة اثناء الاختيار او تولية العهد من تاريخ الحكم الكويتي، لكن آل صباح حرصوا طوال تاريخهم على ترابط اسرتهم واظهارها بالصورة اللائقة امام مجتمعهم، ولذا اثرت عنهم اساليب متعددة للتعبير عن الغضب او الاحتجاج الذي يبقي الاسرة متماسكة، وكان الابتعاد عن "الديرة" مركز الحكم اكثر الاساليب اتباعا في هذا الصدد، حيث يعبر هذا الاسلوب عن الاحتجاج دون اثارة صخب او ضجة اعلامية، اذ اختار سالم الاول العيش في الصحراء بين القبائل ابان حكم ابيه واخيه جابر، بينما ترك عبدالله المبارك الكويت للاقامة في الخارج طوال الثلاثين عاما الاخيرة من عمره، واختار فهد السالم كثرة الاسفار والابتعاد المتعمد، غير ان المنية وافته مبكرا في احدى رحلاته، وما زال بعض القيادات السياسية يفضل الاقامة بالخارج ابان فترة احتجاجه والتي تطول اشهرا، وكاسلوب آخر للاحتجاج قام جابر العلي باعتزال العمل السياسي الرسمي والاكتفاء بمراقبة الساحة السياسية الى ان وافته المنية رحمه الله، ولم يؤثر عن احد من ذرية مبارك الصباح ان لجأ في اظهار احتجاجه الى اساليب الاثارة الاعلامية او استخدام العنف واثارة الفتنة.

Saturday, January 21, 2006

البورصة هبوط اضطراري



الله يستر

Friday, January 20, 2006

حفظا لمكانة سعد

مكانتك محفوظة يا شيخنا.
هكذا يجب أن يقال مع طلوع فجر اليوم الذي آذن باختيار الشيخ صباح الأحمد أميرا للبلاد خلفا للشيخ سعد، الذي ربما يقال في التاريخ فيما بعد أنه الأمير الرابع عشر للكويت الذي لم يدم حكمه أكثر من بضعة أيام، والوحيد منذ مبارك الكبير الذي لم ينته حكمه بالموت.
يبقى التخريجة الدستورية التي يجب أن تتحقق لتنصيب الشيخ صباح أميرا على البلاد.
وأظن أنها غير صعبة، "يقر" الشيخ سعد بطريقة ما أنه يتخلى عن الحكم ولا مانع أن "يزكي" الشيخ صباح ليخلفه رغم أن هذه التزكية ليست لها قيمة دستورية طالما أن الأمير لم يقسم اليمين ولا تكون من باب تعيين ولي للعهد.
ثم يجتمع مجلس الوزراء ليقبل طلب الشيخ سعد بالتنحي ويختار الشيخ صباح لشغل المنصب الشاغر، لكنه لا ينادي به أميرا للبلاد حتى يُعرض الأمر على مجلس الأمة، فيصوّت على اختيار الشيخ صباح وينادى به في ذات الجلسة.
تعتبر الحكومة مستقيلة في اللحظة التي يصبح الشيخ صباح فيها أميرا للبلاد، ويختار الأمير فورا رئيسا للوزراء يعهد إليه بتشكيل حكومة جديدة، وليس شرطا أن يكون رئيس الوزراء هذا هو ولي العهد، إذ أن للأمير فترة سنة كاملة يعين فيها وليا للعهد.
يبقى اللقب الذي سيعطى للشيخ سعد: الأمير الأب، الأمير السابق، الأمير الموجه. لكنه لا بد أن يبقى أميرا.

Thursday, January 19, 2006

وراثة الحكم الكويتي بين الدستور والأعراف

كتب:إسماعيل الشطي:
في عام 1999 طلب مني الأخ محمد الصقر (رئيس تحرير جريدة القبس آنذاك) اعداد ورقة حول مستقبل الكويت السياسي، وذلك لتقديمها لندوة خاصة كانت القبس ستعقدها وتدعو لها نخبة من رجالات الكويت لمناقشة مستقبل البلاد، وعلمت من الزميل الصقر أن الأستاذ جاسم السعدون سيعد ورقة حول المستقبل الاقتصادي والدكتور خلدون النقيب سيعد ورقة حول المستقبل الاجتماعي، ورغم أنني أعددت ورقتي الا أن ظروفا حالت دون انعقاد هذه الندوة، مما دفعني لتقديم ورقتي الى قلة قليلة من صانعي القرار بالبلاد، ولقد جاء في تلك الورقة تناولي لأزمة وراثة الحكم وما تسببه من قلق سياسي في المجتمع الكويتي، وذكرت ما يلي (عندما يحل عام 2005 يكون قد أمضى جابر الثالث (صاحب السمو أمير البلاد الحالي) ثمانية وعشرين عاما بالحكم، بينما يكون قد أطفأ ثماني وسبعين شمعة من عمره ليقترب من الثمانين، ولن يكون ولي العهد ونائب رئيس الوزراء الحاليين بعيدين عن هذه السن، وفي ظل هذه المرحلة من العمر يبدأ الانسان يفقد اهتمامات كثيرة وتتقلص عنده قدرات متعددة وتخفت جذوة حماسته للأمور، وتؤول قيادة مؤسسة الحكم بشكل عملي الى صفوف تالية ترعاها حكمة الكبار وهيبتهم مهما أطال الله في أعمارهم، واذا كنا نتحدث نحن عن مدى زمني لا يزيد عن خمس سنوات فان واقع مؤسسة الحكم ينبئ عن فراغ سياسي مخيف في الصفوف التالية، وهو فراغ لا نعني به غياب الورثة من الأبناء بل نعني غياب المؤهلين سياسيا لقيادة المؤسسة) انتهى.
في تلك السنة أدخل الشيخ صباح الأحمد المستشفى لاجراء عملية جراحية له في القلب من أجل تركيب جهاز لتنظيم دقات القلب، وبعدها بسنتين دخل الشيخ سعد العبدالله ولي العهد المستشفى لاجراء عمليات جراحية له ولم يخرج منها بكامل وعيه حتى الآن، أما صاحب السموالأمير فدخل المستشفى في عام 2003 لاجراء علميات له وها هو قد رحل عن هذه الدنيا الى رحمة ربه، وبجانب هؤلاء أدخل الشيخ سالم العلي للمستشفى أكثر من مرة، وتدهورت صحة الشيخ سالم صباح السالم (المرشح الأكثر حظا لولاية العهد آنذاك)، وانتقل الى رحمة الله أخوه الشيخ علي صباح السالم، أي أن الكويت عاشت وما تزال تعيش أزمة حكم منذ السنوات الثلاث الماضية بسبب اعتلال صحة قيادات الحكم السياسية، ونتج عن هذه الأزمة تجاوزات دستورية واحراجات سياسية وتأجيل لقرارات مصيرية تخص مستقبل الكويت مراعاة لاستقطابات وحساسيات داخل بيت الحكم، أو مجاملة لعواطف انسانية على حساب مصلحة الوطن.
يعتبر توارث الحكم من أخطر المسائل التي تواجه الملك، لذا آثر كثير من الأسر الحاكمة ترسيخ عرف لا يختلف عليه المتوارثون، فهناك من جعل ولاية العهد في الابن الأكبر وآخرون تركوه لارادة الحاكم في تعيين من يريد من أقربائه، واذا كان تاريخ وراثة الحكم عند آل صباح شهد تعاقبا بين الأخوة (محمد، مبارك، سالم، صباح الثالث)، فانه كذلك شهد تعاقبا بين الأبناء (عبدالله الأول، جابر الأول، صباح الثاني، جابر الثاني)، غير أنه بعد تولي مبارك بن صباح الثاني الحكم تم حصر الوراثة في ذريته وأدرج شرطه هذا في اتفاقيته مع البريطانيين عام 1899، وقد كاد البريطانيون يخلون بهذا الشرط عندما أرهقتهم سياسات سالم الأول كما تشير وثائقها التاريخية، اذ اقترح الوكيل السياسي البريطاني على أعيان الكويت آنذاك فكرة خطيرة وهي نقل الحكم الى واحد من آل صباح من غير ورثة مبارك، وهو جابر بن عبدالله بن صباح الثاني (والد عبدالله الجابر) حاكم فيلكا آنذاك، وكان يبلغ من العمر 67 سنة، وهو أخ لمبارك وعم لسالم وجابر وكان أقوى المرشحين بالنسبة للبريطانيين عام 1918 كوريث للحكم بعد سالم أو كبديل لسالم نفسه، وعندما جاء الكويتيون في مطلع الستينات من القرن الماضي لينظموا عملية الاختيار وضعوا شروطا خمسة في الدستور الكويتي تضمنتها المادة الرابعة منه، اذ اشترطت أن يكون ولي العهد رشيدا عاقلا، أي يدرك الأمور ويعي ما حوله ويتخذ قراراته بارادة من عنده ودون املاء من أحد، كما حصرتها في ذرية مبارك صباح الثاني، و اشترطت أن يكون ابنا شرعيا من أبوين مسلمين، وجعلتها تزكية من الأمير القائم لواحد يختاره او ثلاثة يختار أحدهم مجلس الأمة، وفي كلتا الحالتين اشترطت مبايعة المجلس له في جلسة خاصة حتى يستوفي شرعيته الدستورية، وبهذا أصبحت الأطراف المعنية بعملية توارث الحكم هي الأمير والأسرة ومجلس الأمة، وخلاف هذه الشروط، لا يوجد نظام يضبط اختيار ولي العهد من بين تشعبات وتفرعات الذرية، فقد جاء لمبارك بن صباح الثاني خمسة عشر ابنا وبنتا، لم يشكل ذريته منهم الا خمسة من الأبناء هم: جابر وسالم وحمد وناصر وعبدالله، وخمسة من البنات هن : شريفة(بيبي) وحصة وعائشة وموزة ومريم، وخلف هؤلاء جميعا ينطبق عليه نص الوراثة الوارد بالدستور، غير أن ثلاثة أعراف مستقرة حكمت مسألة الوراثة حتى قبل صدور النص الدستوري، الأول: هو حصر الوراثة في ذرية مبارك من الذكور الذين يتصل نسبهم بمبارك بن صباح الثاني، وكان ذلك احترازا لابقاء الحكم في أسرة الصباح، فخلف النساء قد يذهب بعيدا عن آل صباح طالما الأبناء ينسبون الى آبائهم، أما العرف الثاني: وهو أن استحقاق الوراثة ينحصر في كبار السن من الممارسين للعمل السياسي والراغبين في تسنم المنصب، اذ لم يشهد تاريخ الكويت السياسي على الأقل منذ حكم مبارك بن صباح الثاني قفزا من جيل الصغار أو تجاوزا لجيل الكبار، وظلت الأسرة منذ بواكير عهدها بالحكم تسند مهمة قيادة الأسرة والبت في شؤونها لجيل الكبار مقدمة هذا البروتوكول على كل الاعتبارات السياسية والرسمية داخلها، أما العرف الثالث: فهو الحرص الشديد لدى الأسرة على ابقاء اختيار وريث الامارة مسألة محصورة داخل نطاقها، ولعل نقاشات المجلس التأسيسي عند وضع الدستور كشفت عن هذا الحرص، ورغم أن الدستور جعل الكلمة النهائية للشعب الكويتي في هذه المسألة، الا أن الأسرة تجنبت بكل ما تستطيع نقل هذا الموضوع الى الساحة السياسية، ذلك خشية أن تتشكل أعراف سياسية تقيد من اختيارات الحاكم اذا ما أصبح الأمر مادة للجدل السياسي، وهو ما حدث فعلا بعد وفاة الشيخ سالم الأول عندما تحول قرار الاختيار الواسع بيد الشعب، وقرار الاختيار الضيق بيدها، ذلك بعد أن تولى الأعيان (بدعم من بريطانيا) ترشيح ثلاثة أسماء من ذرية مبارك تختار الأسرة واحدا منهم للامارة.
وباستثناء الشروط الدستورية الخمسة والأعراف الثلاثة المذكورة ظل نظام التوارث محكوما بالمشيئة الالهية والظروف السياسية المتقلبة، وهو ما يدفعنا للتأكيد على خطأ مقولات في هذا الصدد تروى كأعراف سياسية مستقرة في مسألة توارث الحكم في أسرة آل صباح، منها أن التوارث انحصر في فرعين من ذرية مبارك هما جناح جابر وجناح سالم استنادا إلى أنه لا أحد من جناح حمد وجناح ناصر وجناح عبدالله قد ورث الحكم قط من بعد مبارك بن صباح الثاني، اذ حكم الكويت ثلاثة من جناح جابر ما يقارب ثماني وخمسين سنة حتى الآن، بينما حكم ثلاثة من جناح سالم ما يقارب اثنين وثلاثين عاما، غير أن كل ذلك لا يمكن تفسيره الا ضمن المشيئة الالهية والظروف السياسية آنذاك، فقد كانت الفرصة سانحة لعبدالله المبارك الذي شغل منصب نائب الحاكم فترة طويلة، لولا تعجله وهجرته الاختيارية التي تبررها الوثائق البريطانية بالاعتراض على الاصلاحات السياسية، كما كان حمد المبارك أحد الأسماء المرشحة الثلاثة لخلافة اخيه سالم الأول إبان عملية الترشيح التي فاز بها أحمد الجابر، وهو ما يؤكد أن تناوب جناح جابر وجناح سالم لم يأخذا طابع العرف بعد، ومن تلك المقولات التي تروى كعرف هو أنه لا يصح أن يولى العهد شخص من نفس جناح الحاكم (الأمير) الممارس للحكم، غير أن هذه المقولة لم تكن موضع اعتبار قط عند قيادات الأسرة، فقد ترشح عبدالله السالم لولاية العهد بعد موت أبيه مباشرة، كما تولى ولاية العهد الشيخ صباح سالم الصباح أثناء ولاية أخيه عبدالله السالم، ورغم أنه تردد في الأوساط السياسية والوثائق البريطانية أن رغبة الشيخ عبدالله السالم كانت متوجهة لتولية الشيخ جابر الأحمد، الا أن ذلك ما كان ليتم لأنه سيكسر العرف السياسي الخاص بكبر السن، فما كان لعبدالله الثالث أن يفعله في ظل وجود الشيخ محمد الأحمد والشيخ صباح السالم.
ان أزمة وراثة الحكم التي تواجهها الأسرة تتمثل في ثلاثة أوجه:
الأول، اتساع ذرية مبارك وتشعب أجنحتها بشكل يصعب فيه استرضاء الجميع، وفي وقت أصبح فيه معظم أفراد الذرية لا تعوزهم حاجة للمال بقدر ما تعوزهم حاجة لتحقيق الذات داخل المجتمع الكويتي، مما يدفع الكثيرين منهم لاستخدام نفوذه الأسري للتأثير في علمية التوازنات بين الأجنحة من أجل الحصول على منصب يبدأ منه مشواره السياسي، ورغم أن تحقيق كل رغبات اولئك المتطلعين أمر بالغ الصعوبة الا أن ما يتحقق منه موضع نقد ونقمة بين أبناء الشعب، اذ إن أغلبهم يزاحم أبناء الشعب في الجهاز الوظيفي مستغلا انتسابه لأسرة آل صباح للقفز على سلم الترقيات وحجز المناصب القيادية.
الثاني، قلة الأهلية السياسية، فمعظم المتطلعين للمناصب القيادية (وليس كلهم) قليلو الأهلية السياسية ولا يبذلون جهدا حقيقيا لاكتساب المعرفة والدراية والمهارة في التعامل وفهم الشؤون المحلية، ويسعى البعض لتغطية هذا القصور باقتحام المنظمات الرياضية، ورغم أن منحى كهذا خطر على الأسرة الحاكمة لأن جماهير الرياضة ستلقي اللوم على الأسرة عند الاحباطات والفشل الرياضي، الا أنه لم توفر الأسرة وسيلة أخرى لتأهيل شبابها سوى الرياضة، وهو خلاف ما اعتاد عليه آل صباح خلال تاريخهم، فقد حرصوا أثناء حكمهم المديد على تأهيل صفوف تالية تحكم بعدهم من خلال العمل السياسي، اذ كان عبدالله الأول لصيق والده ابان حكمه وعندما تولى الحكم جعل من أخيه مبارك ذراعه الأيمن وأقحم ابنه دعيج في شؤون الحكم، بينما ترك صباح الثاني تسعة أبناء تولى أربعة منهم شؤون الرعية، ولقد كان الذي يتولى الشؤون المالية بمثابة الرجل الثاني، والذي يتولى شؤون الحرب هو الرجل الثالث، وقد تولى جراح بن صباح الثاني الشؤون المالية بينما تولى أخوه مبارك شؤون الحرب في العهد السادس، وتولى جابر المبارك الشؤون المالية وصباح المبارك الشؤون الداخلية بينما تولى سالم المبارك شؤون الحرب في العهد السابع، وظل سالم طوال حكم أخيه مسؤولا عن الحرب حتى تسلم زمام الحكم، وفي عهده أولى ولده عبدالله مسؤوليات مختلفة بينما كان ابن أخيه أحمد الجابر ينوب عنه في كثير من المفاوضات والاتفاقات، كما كان عمه عبدالله بن صباح الثاني حاكما على فيلكا، وعندما تولى أحمد الأول حكمه كان عبدالله السالم المسؤول عن المال بالبلاد والرجل الثاني على الاطلاق، في الوقت الذي تولى فيه فهد السالم شؤون الصحة وصباح السالم شؤون الأمن العام وعلي خليفة بن عبدالله الثاني ثم من بعده عبدالله المبارك شؤون الحرب، غير أن عبدالله الثالث سلك سبيلا أكثر حنكة وذكاء، فقد شكل مجلسا أعلى للحكم ضم مزيجا من جيله والجيل الذي يليه، وكان بذلك يجهز صفا ثانيا متعدد الأطراف يتشرب تقاليد الحكم ويتمرس في صناعة القرار السياسي، ولقد ظلت تجربة هذا المجلس مصدرا يزود الكويت برجالات الحكم حتى هذه اللحظة، غير أن القيادات الحالية أهملت هذا الجانب من مسؤولياتها وألقته في سلة الأقدار بصورة تهدد تماسك بيت الحكم.
الثالث، الحفاظ على الأعراف المستقرة، فهناك مطالبة اليوم داخل الأسرة بالتوسع في مشاورات اختيار وريث الحكم خارج نطاقها وتحويله الى قضية حوار سياسي شعبي، وهي مطالبة تنتهي بكسر العرف التقليدي الرامي لابقاء موضوع وراثة الحكم داخل نطاق الأسرة، فضلا على أن هناك مطالبة أخرى بعدم التزام أولوية الأجيال المتقدمة على المتأخرة في وراثة الحكم، وهي كذلك مطالبة تنتهي بكسر العرف المستقر باحترام ترتيب الأجيال، فقد شهد عاما 2004 و2005 تصعيدا اعلاميا ملحوظا للمطالبة بكسر تلك الأعراف المستقرة في وراثة الحكم، رغم أن من يطالب بذلك اكتسب مكانته ونفوذه من خلال هذا العرف.

Tuesday, January 17, 2006

هل خسرت الكويت؟

ثمانية وعشرون عاما كانت فترة حكم الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح. مضت بحلوها ومرها، بأفراحها وأتراحها، لكنها تميزت بقيادة للكويت عَبَرت بها مختلف الظروف والأخطار متجاوزةً المحن والابتلاءات بفضل الله عز وجل حتى صارت الكويت بلدنا الذي نعرفه اليوم.

والآن يحق لنا أن نتساءل: ماذا بعد؟ ماذا بعد أن فقدنا أميرا كان لشعبه أبا رحيما ولبلده ابنا بارا؟ لا شك أن الكويت هي الباقية بعون الله ومنته، مهما فني العظماء وتوفي القادة، ولقد فُجعت الكويت بوفاة كثير من قادتها لكنها واصلت المسير وتابعت النهضة، وذلك لأن لكل زمان دولة ورجالا.

استلم جابر الأحمد الحكم ممن سبقه من حكام الكويت الراحلين وأدار الدفة بحكمة الشيوخ ”الباخصين“، وها نحن في غيابه تحت الثرى نترقب الخير بإذن الله بولاية الشيخ سعد العبدالله السالم حكم البلاد، ولكن لا يجب أن يترك الشعب الأمير لوحده ويقع العبء عليه وحده وينام البقية، بل يجب علينا مساندة الشيخ سعد حبا له ولكويتنا الحبيبة، ولا تكون المساندة إلا بالمشورة التي يطلبها الشيخ سعد فعليا ويحرص عليها، نعرف ذلك من تتبعنا لتاريخه الطويل في المناصب العامة.

المشورة التي أمرنا الله بها في قوله عز وجل (وأمرهم شورى بينهم) يجب أن تأتي من جميع المواطنين صغيرهم وكبيرهم وليس فيهم صغير. فالاتصال بحكامنا ميسور ولله الحمد، وطرق الاتصال والتواصل عديدة وسهلة يسرتها التكنولوجيا الحديثة بحيث أصبح معدوما أي عذر لأحد يحجم عن إسداء المشورة للحاكم. والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: الدين النصيحة. قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم. ومن يكون أئمة المسلمين إلا الحكام؟ فعلى الجميع أن يهرع لإبداء رأيه في الأمور العامة بكل حرية وأريحية، فلله الحمد لن يحاسب أحد على ما يتفوه به مثل الأنظمة القمعية، والدليل أنه ليس عندنا سجناء سياسيون بفضل الله.

عطفا على السؤال الذي ابتدأنا به مقالنا، نقول أن الكويت خسرت فعلا قائدا متميزا وحاكما يخاف الله عز وجل، لكنها لم تخسر شعبها ولا أرضها ولا دستورها ولا إيمانها بالله عز وجل، فلنتقدم إلى الأمام في مسيرة الحياة ونتطلع إلى المستقبل.

رحم الله جابر، وحفظ الكويت وشعبها من كل مكروه.

أكيد؟

تلفزيون الكويت : عم الأسى والحزن الشارع الأردني بمجرد سماع خبر وفاة أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح !!
لا تعليق !!

Monday, January 16, 2006

سيف من خشب

تخيل في يوم من الأيام أنك التقيت بشخص يحاول أن يبيعك سيفا من خشب. وعندما تسأله فيم يستخدم هذا السيف؟ يجيبك أنه مخصص لمحاربة الله عز وجل!! لو كنتُ مكانك لقلت فورا: أعوذ بالله، وكيف يحارب الإنسان ربه؟

البنوك التقليدية تفعل الشيء ذاته ، فهم يحاولون أن يزينوا لك التعامل بالربا ، ويجعلونه في غاية السهولة واليسر حتى تشترك معهم في إثم الربا وتذهب لمحاربة ربك سبحانه وتعالى . يقول الله عز وجل : ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين . فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله ...) .

ويخطئ من يعتقد أن هذا أمر عادي والكل يفعله والاقتصاد العالمي يقوم على هذه الفائدة ، فلنفعل كما يفعل كل الناس ! هل إذا رمى الناس أنفسهم في النار نرمي أنفسنا معهم؟ وصدق الله تعالى إذ يقول : ( وتحبون المال حبا جمّا ) ، فحب المال هو ما يدفع المساكين لوضع أنفسهم في هذا الموضع . ولنر ما تفعله هذه الفخاخ المسماة بالبنوك لجذب الزبائن كما يجذب الذباب إلى النار .

فمن هذه البنوك من يجعل معاملة القرض الربوي سريعة جدا بحيث تأخذ من دخولك من باب البنك حتى خروجك بالمال أقل من ساعة .

ومنهم من يدرب موظفيه على البشاشة في وجوه العملاء والسماحة في التعامل وإبداء روح الصداقة حتى يحس العميل كأنه في بيته وبين أصدقائه فلا يتردد في إنهاء إجراءات القرض الربوي .

ومنهم من يسهل هذه الإجراءات فيتساهل في شروط الكفيل أو الراتب أو النسبة أو قسط السداد أو غير ذلك ، وهذا كله حتى يوقعك في فخ شراء السيف الخشبي الذي يُفترض أن تقارع به رب الأرباب سبحانه وتعالى .

وهذا يذكرني بتزيينٍ آخر قام به إبليس مع آدم إذ رآه في الجنة فقال له ( هل أدلك على شجرة الخلد وملكٍ لا يبلى ) ، فوقع أبونا آدم عليه السلام في الفخ ، ويريد الشيطان أن يضل ذريته من بعده إلى أن تقوم الساعة .

فهل يتقي العبد ربه ويتجنب غضبه وسخطه ، أم ينزلق إلى الاعتقاد أنه يستطيع أن يغلب القوي الكبير في الحرب بينهما ؟

Sunday, January 15, 2006

الله يرحمك يا شيخنا العود


عظم الله أجركم جميعا في بو مبارك

وعسى يكون الخير في

صاحب السمو أمير البلاد الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح

Friday, January 13, 2006

هل نستطيع تجنب حوادث الحج

يظهر أن الذي يحصل في كل سنتين أو ثلاث من تدافع مميت أو حوادث أخرى تودي بحياة العشرات أو المئات كل مرة سببه عميق في الطريقة المتبعة لإدارة الأمور في الحج عامة.

أقصد أن الحج يجب أن يكون أكثر شفافية لكل المسلمين وليس فقط خاصا بالسعودية، فأرواح المسلمين هي التي تذهب في زمن أصبح من العسير تصوّر أن الناس يمكن أن يموتوا دهسا أو بالتدافع، نحن في القرن الحادي والعشرين ولسنا بحاجة لتخيل الحج قبل مئتي سنة.

أعتذر مسبقا لكل إخواني السعوديين الذي سيقرؤون هذه المقالة لكن يجب قول الحقيقة، لأن السكوت عنها مكلف للغاية. فبالرغم من السيادة السعودية على الحرمين الشريفين التي نعتز بها - أي هذه السيادة ولا نسعى للانتقاص منها بأي حال - لكن إدارة الحج مسألة أكبر من الحرص على سيادة دولة واحدة، خاصة إذا رأينا التخبط والادعاءات من قبل البعض أن القتلى أو المصابين هم أكثر بكثير من العدد المعلن سواء في حادثة التدافع عند الجمرات أو في انهيار البناية السابق لأعمال الحج.

أعلم يقينا أن ما حصل لا يمثل بحال من الأحوال تعمدا في إهدار أرواح البشر، لكن التعمد موجود في غض الطرف عما يحصل من أخطاء تؤدي في النهاية لهذه المآسي. فمن المسئول عن السماح لآلاف الحجاج بترك أمتعتهم إلى جانب الجمرات وتضييق الطريق على المارة من المتجهين للرمي أو العائدين منه؟ هذا غير البائعين المتجولين والمتسولين الذين ليس هذا زمانهم بل ينبغي أن يكونوا اختفوا من عشرات السنين. ومَن المسئول عن ترك العمارات لعدة عقود دون فحوص هندسية للتأكد من صلاحيتها أو وجوب إزالتها؟

أشم رائحة فساد في هذا الموضوع، فالذي يسعى لأن يغض المسئولون نظرهم عن فعله المسبب للخطر على الناس ربما دهن سير أحدهم وتم له ما أراد. لست أتهم أحدا هنا، لكن أرواح المسلمين التي أهدرت ستشكو إلى الله على من تسبب بإزهاقها. والتحقيق المحايد سيظهر الكثير من الأمور، فهل من الممكن إجراؤه؟

لا أظن

Wednesday, January 11, 2006

تعسير الفساد

هل إلزام القياديين بتقديم ذمتهم المالية سيحد من الفساد؟

يجب أن نعلم أن التحايل على القانون موجود منذ أن وُجد القانون. وأن الحاجز الأخلاقي والقيمي أقوى من أي قانون تضعه الدولة. لكن إحدى مهام القانون دائما هي جعل الأمور الجيدة أسهل والأمور السيئة أصعب

ودائما تجد بعض الناس يحاولون خرق القانون بطريقة أو بأخرى، وكلما سُد أمامهم باب فتحوا شباكا إلى الممنوع، وذلك لأن كل ممنوع مرغوب، ولو منعت على الناس المشي بأقدام حافية على الإسفلت الحار في شهر يوليو لفعل البعض منهم ذلك رغبة في الممنوع

والبعض لا شك يرغب في زيادة دخله (ومن لا يرغب في ذلك؟) لكن بطرق غير مشروعة، وعن طريق التكسب من المنصب أو الوظيفة. فتسري في المجتمعات المتخلفة الرشوة والمحسوبية والتوظيف المحابي والظلم للإنسان المستقيم.
إذن ما على المجتمعات التي تحاول الهروب من مربع التخلف إلا خطوتين: الأولى سن القوانين التي تحمي المجتمع من الفساد، والثانية الصرامة في تطبيق القانون على الجميع ومعاقبة المسيء. والعقوبة المعلنة مهمة جدا حتى يتعظ البقية ممن لا تكفي الأخلاق والقيم لردعهم عن الإضرار بالمجتمع

وكما قلنا، سيجد الناس دائما وسيلة للتحايل على القانون، لكن ألن يصبح الفساد ”أصعب“ ؟

Sunday, January 08, 2006

الذمة المالية



سلم النائبان د. ناصر الصانع ود. محمد البصيري - وهما عضوا الحركة الدستورية في مجلس الأمة - كشفين بذمتهما المالية مع الزوجات والأبناء

ويبين هذا التصرف من النواب الحرص على سيادة مبدأ الشفافية والبعد عن شبهات الفساد، خاصة مع تواتر الأخبار عن الكثير والكثير من مواطن الفساد في التعامل الحكومي

ليت الجميع يتابع ويواصل هذه المسيرة، خاصة وأن النائبين الفاضلين دعيا جميع النواب والقياديين في الدولة إلى فعل ما فعلا